
بقلم : ذ . ادريس حيدر
كَثُر الحديث أخيرا في أوساط العمل بمختلف أنواعه على مصطلح ، انتشر كالنار في الهشيم و هو :” الاستقالة الهادئة ” .
فماذا تعني يا ترى ؟
إن هذه الصيغة تفيد أن الموظف أو المستأجر أو العامل قد يصبح رافضا القيام بأكثر مما هو مطلوب منه و بالتالي يرفض العمل لساعات طويلة أو بعد ساعات العمل الرسمية و ذلك لتحسين التوازن بين العمل و الحياة ، و لا ينخرط الموظف و غيره بهذا المعنى في ثقافة :
” العمل هو الحياة ” .
و عند عودته إلى منزله من العمل ، يركز فقط على الأنشطة غير المرتبطة به .
و ” الاستقالة الهادئة” تفيد أن الموظف غير سعيد في منصبه و يعاني من الإرهاق .
و إذن ، لماذا يستقيل الموظف بهدوء من عمله ؟
هناك أسباب عدة منها :
– ضعف الأجرة .
– عبئ العمل الذي لا يمكن التحكم فيه .
– نقص فرص النمو و الترقي .
و قد لاحظ المختصون أن الموظفين المرهقين ، هم الأكثر ارتكابا للأخطاء في المهام التي تُسند لهم .
بقيت الإشارة إلى أنه و في إطار هذه الوضعية ، فإن جائحة ” كورونا ” كان لها الأثر الكبير في تغيير نظرة الأشخاص لحياتهم ، حيث ترك في الولايات المتحدة الأمريكية ، ما يزيد عن 71 مليون شخص وظائفهم .
كما أن العمل في المنزل غَيَّرَ ديناميكيات أمكنة العمل ، و أصبح الموظفون يتواصلون بطرق مختلفة من خلال اجتماعات عبر” الأنتيرنيت Internet ” أو ” زوم zoom” …الخ .
و تبدو هذه الطرق و الوسائل أكثر عملية و رسمية من الدردشات في المكاتب .
علامات تؤدي إلى ” الاستقالة الهادئة”:
تبدو علامات و سلوكات على الموظف قد تعني استقالته الهادئة من العمل ، و منها :
– عدم حضور الاجتماعات .
– الوصول متأخرا أو المغادرة مبكرا .
– انخفاض في الإنتاجية .
– مساهمة أقل في مشاريع الفريق الذي يعمل معه .
– عدم المشاركة في التخطيط أو الاجتماعات .
– قلة الشغف أو الحماس .
أجل ، لقد أكدنا في أكثر من مناسبة ، أن عالما جديدا بصدد التشكل على مستويات عدة ، كما أن مفاهيم جديدة آخذة في التبلور ، و بالخصوص بعد جائحة ” كوفيد”.
و قد يستوعب المرء مفهوم :” الاستقالة الهادئة” ، الذي انتشر في الغرب من جراء الإرهاق الكبير في العمل و آثاره على الشخص .
لكن قد لا يحظى هذا المفهوم بنفس الاهتمام في بلد كالمغرب ، الذي لازالت نسبة كبيرة من ساكنته عاطلة و لا عمل لها ، و بالتالي، فهنا ستظل مقولة ” العمل عبادة” تُتَدَاوَلُ طويلا بين الناس