الاستقالة الهادئة : Démission Passive

21 فبراير 2025

بقلم : ذ . ادريس حيدر

كَثُر الحديث أخيرا في أوساط العمل بمختلف أنواعه على مصطلح ، انتشر كالنار في الهشيم و هو :” الاستقالة الهادئة ” .
فماذا تعني يا ترى ؟
إن هذه الصيغة تفيد أن الموظف أو المستأجر أو العامل قد يصبح رافضا القيام بأكثر مما هو مطلوب منه و بالتالي يرفض العمل لساعات طويلة أو بعد ساعات العمل الرسمية و ذلك لتحسين التوازن بين العمل و الحياة ، و لا ينخرط الموظف و غيره بهذا المعنى في ثقافة :
” العمل هو الحياة ” .
و عند عودته إلى منزله من العمل ، يركز فقط على الأنشطة غير المرتبطة به .

و ” الاستقالة الهادئة” تفيد أن الموظف غير سعيد في منصبه و يعاني من الإرهاق .
و إذن ، لماذا يستقيل الموظف بهدوء من عمله ؟
هناك أسباب عدة منها :
– ضعف الأجرة .
– عبئ العمل الذي لا يمكن التحكم فيه .
– نقص فرص النمو و الترقي .
و قد لاحظ المختصون أن الموظفين المرهقين ، هم الأكثر ارتكابا للأخطاء في المهام التي تُسند لهم .
بقيت الإشارة إلى أنه و في إطار هذه الوضعية ، فإن جائحة ” كورونا ” كان لها الأثر الكبير في تغيير نظرة الأشخاص لحياتهم ، حيث ترك في الولايات المتحدة الأمريكية ، ما يزيد عن 71 مليون شخص وظائفهم .
كما أن العمل في المنزل غَيَّرَ ديناميكيات أمكنة العمل ، و أصبح الموظفون يتواصلون بطرق مختلفة من خلال اجتماعات عبر” الأنتيرنيت Internet ” أو ” زوم zoom” …الخ .
و تبدو هذه الطرق و الوسائل أكثر عملية و رسمية من الدردشات في المكاتب .

علامات تؤدي إلى ” الاستقالة الهادئة”:

تبدو علامات و سلوكات على الموظف قد تعني استقالته الهادئة من العمل ، و منها :
– عدم حضور الاجتماعات .
– الوصول متأخرا أو المغادرة مبكرا .
– انخفاض في الإنتاجية .
– مساهمة أقل في مشاريع الفريق الذي يعمل معه .
– عدم المشاركة في التخطيط أو الاجتماعات .
– قلة الشغف أو الحماس .

أجل ، لقد أكدنا في أكثر من مناسبة ، أن عالما جديدا بصدد التشكل على مستويات عدة ، كما أن مفاهيم جديدة آخذة في التبلور ، و بالخصوص بعد جائحة ” كوفيد”.
و قد يستوعب المرء مفهوم :” الاستقالة الهادئة” ، الذي انتشر في الغرب من جراء الإرهاق الكبير في العمل و آثاره على الشخص .
لكن قد لا يحظى هذا المفهوم بنفس الاهتمام في بلد كالمغرب ، الذي لازالت نسبة كبيرة من ساكنته عاطلة و لا عمل لها ، و بالتالي، فهنا ستظل مقولة ” العمل عبادة” تُتَدَاوَلُ طويلا بين الناس

اترك رد

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading