
– ذ . ادريس حيدر .
صديقي العزيز و توأم روحي .
هل لن أراك أبدا ؟
من سيرافقني
إلى حيث أبتغي
من سيمدني بجرعات
الأمل عند يأسي و حزني
هل لازلت تتذكر
و أنت هناك
رحلة السنا و الضياء
إلى جزيرة العبيد
ذات الأدغال المتشابكة
حيث اجثت الإنسان
من نسله و أرضه
و رُمِي في قوارب
نخرت عباب البحر
نحو أرض وراء المحيط
مكبل اليدين و الرجلين
مبعد عن قارته السمراء
مرغم على الصمت
و خدمة السيد الأبيض
و محروم من كل حق
بكينا كثيرا
في تلك الزنازين
المظلمة
حيث تم وأد
إنسانية البشر
كفكفنا الدموع
و عقدنا العزم
على إنارة الدروب
و وضع حد لحلكة
السواد في العقول
و الأمكنة
و الآن ، غادرت بدون
استئذان
و تركتني في وسط الطريق
فمن بعد الآن
سيحقن عروقي
بالإصرار الجميل
و يشحن عقلي و وجداني
بطاقة الصمود ؟ .
يا صديقي
و رغم الأتافي و النوائب
نم قرير العين
سأواصل المسير
بمعية الصحب و الرفاق
و بأيدينا مشاعل النور
و في عقولنا الأهداف المرسومة
يا رفيقي
أنت لم تمت و لم تغادر
سيبقى طيفك دائم الحضور
في الضمائر و العقول
في انتظار لقيانا، هناك
في زمن قادم و معلوم