شذرة تأملية: العدم

4 فبراير 2025
Oplus_0

اد. عزيز الهيلالي

وأنا سائر في طريقي، أتأمل أفكارًا تجول في خاطري. تخيلتُ لو أنني ذهبتُ إلى طبيب لأشكو ألماً غامضًا، وبعد فحص عميق، أخبرني بأن حالتي ميؤوس منها، فهل تكون تلك اللحظة هي لحظة العدم؟ لحظة تتجمد فيها الحياة فجأة، ويتلاشى كل شيء خلف ستار غامض من الصمت؟
هنا بالضبط، يقفز الذهن نحو المجهول، ليس بحثًا عن إجابة، بل هروبًا من وجع الحقيقة، ومحاولةً لاجتثاث الخوف المتربص بين طيات القلب. وأنا أخاطب ظلي، أحاول انتزاع خوفي منه وزرع ما تبقى من عشقي، لكنه ظل صامتًا. لم ينطق، ولم يتحرك، بل نظر إليّ بملامح باهتة، كأن الحياة قد ارتدت عنه.
هل هذا هو العدم؟ أم أن العدم هو تلك المسافة بيني وبين ظلي، حيث تختبئ كل الأسئلة بلا إجابات؟ لكن العدم لم يُجب. ظلّ صامتًا، كأنه مرآة تعكس خوفي وضعفي. أدركتُ حينها أن العدم ليس سؤالًا ولا جوابًا، بل هو فراغ يتسع كلما حاولتُ ملأه.
وفي تلك اللحظة، توقفتُ عن مساءلته، بل مشيتُ نحوه، أراقب خطواتي تذوب في صمته، حتى أصبحتُ جزءًا منه، أو ربما هو أصبح جزءًا مني.

اترك رد

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading