
أحمد الشواي :
ذلك الشعور الإنساني العابر للزمان والمكان، يجمع بين عوالم مختلفة برؤية واحدة تتجلى في الصراع بين القلب والواقع.
في أدب روميو وجولييت، قدم شكسبير صورة مأسوية لحب يواجه عداء العائلات، بينما عكس الأدب العربي في قصص قيس وليلى وعنترة وعبلة ملامح مماثلة لصراع الحب مع قيود القبيلة والتقاليد.
تتمازج أفكار الشرق والغرب في تصوير الحب كقوة لا تعرف الحدود، لكنه يُقيّد بعوائق خارجية تعبر عن طبيعة الإنسان والمجتمع. ففي كلتا الثقافتين، يقف الحب رمزًا للحرية والتضحية، إلا أن نهاياته غالبًا مأساوية، ما يعكس رؤية عالمية بأن الحب، مهما كان صادقًا، يظل أسيرًا لقوى أقوى منه، سواء كانت عداء العائلات في الغرب أو الأعراف القبلية في الشرق.
إن هذا التشابه بين الثقافات يُبرز وحدة المشاعر الإنسانية رغم اختلاف البيئات. فبينما ينطق شكسبير بالشعر الإنجليزي الموزون، نجد العاشق العربي ينثر شوقه في أبيات عاطفية. كلاهما يشترك في رؤية واحدة: الحب هو أجمل صراع قد يخوضه الإنسان، حتى لو انتهى بالفراق أو الفناء، ليبقى شاهدًا على وحدة الروح البشرية عبر الأزمنة.