اد . محمد البدوي
كنت في ضيق وكربة عندما علمت أن وفدا من بني جلدتنا يزور الكيان الإخرائيلي ويرحب بهم أيما ترحيب ويحتفل بهم هناك أيما احتفاء واحتفال .
لم أستسغ الأمر ،أحاول أن أشك في الأمر لولا أن الخبر من جهة رسمية، قلت: زيارة في هذا الوقت بالذات زيارة تفوح بروائح شواء الأجسام الفتية لأطفالنا في غزة ورفح وجباليا ولبنان.
يفرش لهم السجاد الأحمر الملطخ بدماء أمهاتنا وآبائنا وأبنائنا وبناتنا، هل وصل بنا الحد إلى هذا المستوى من موت الضمير وانتحار الفطرة السليمة فينا؟
أإلى هذا الحد ماتت فينا النخوة والشهامة والمروءة؟
نزور الكيان وكأننا نبارك له المجازر ونصفق له بحرارة على المحرقة السادية والإبادة الجماعية لأمتنا هناك!
نزور الكيان الإخرائيلي في عقر داره وكأننا لسنا من فلسطين وليست فلسطين منا !
أوليس في هذا الوطن رجل رشيد !
أين أنتم يا شرفاء هذا الوطن ؟ نحن المغاربة أحفاد طارق وموسى بن نصير، نحن أحفاد عبد الكريم الخطابي!
أيها العالم هؤلاء ليسوا منا ولسنا منهم، هؤلاء خونة مرتزقة، أما نحن وما أدراك ما نحن فهناك في هولاندا في قلب أمستردام المغاربة الأسود الأشاوس الأبطال البواسل يلقنون أتباع الكيان الإخرائيلي الغاصب درسا لن ينساه .
لن تنسى هذه الحثالة هذه الغزوة، سيبقى تاريخ السابع من أكتوبر والسابع من نونبر في ذاكرة كل محتل غاصب.
المغاربة رجال لهذا تمسك بهم القائد الفاتح صلاح الدين وأحبهم، وحين سُئل عن سبب تمسكه بهم، وطلب منهم البقاء في القدس، وبناء حي خاص بهم، وإجراء الأموال والأوقاف عليهم، فقد أجاب بأن المغاربة قوم “يعملون في البحر ويفتكون في البر”، أشداء على الكفار، لا يخافون طرفة عين في الدفاع عن المسلمين ومقدساتهم.
هؤلاء أصلي وفصلي بهم أفتخر بأني مغربي، ولا غرابة أن يكون ما كان في هولاندا وهي موطن حبة المشمش القائد العميد زياش.
وختاما شتان بين الأنذال الأنجاس الذين هرولوا لزيارة إخرائيل وبين الأبطال المغاربة الذين سحلوا الصهاينة المغتصبين في شوارع أمستردام.
(اللهم اكسر بنا شوكتهم
اللهم نكِّس بنا رايتهم
اللهم أذِّل بنا قادتهم
اللهم حطم بنا هيبتهم
اللهم أزل بنا دولتهم
اللهم انفذ بنا قدرك فيهم، بالزوال والتدمير والتتبير يارب العالمين)
محمد البدوي ليلة السادس من جمادى الأولى 1446 هجرية.