ذ : حميد الجوهري :
تلك البشرى النبوية، التي تخبرنا عن شبيه زماننا، حيث القبض على سبيل الحق كالقبض على الجمر، نشاهد أشراطها في أرض العزة و في أكنافها، صابرون مرابطون، لا يفترون في ممانعتهم و نضالهم، رغم أصناف الموت، لأنهم يعلمون أن الموت واحد، و خيرنا من مات، و في جسده أثر الصبر.
هم وصية الله، فقد آمنوا و عملوا الصالحات، و تواصوا بالصبر و تواصوا بالحق، و أي حق يعلو على حقهم في الأرض المسلوبة غصبا، من طرف شر خلق الله و أعوانهم، و هم في سبيل ذلك آية من آيات الله، التي بشرنا بها، و نحن و لا شك في ذلك على أبواب آخر الزمان.
أما آن للجاحد أن يؤمن؟!
أما آن للخائن أن يرتدع و يتوب؟!
أما آن “للمضبع” أن يشفى من سحر الوعود الزائفة؟!
هذه أيام الفرقان بين هؤلاء القابضين على الحق، و بين الخائنين و المتخاذلين، و ويحهم من شر اقترب كما تقول البشرى النبوية، أو النذير النبوي على أصح تعبير، و ويل لنا جميعا إن لم يكن لنا سهم من قول الحق حيث لا مجال لمساحات أخرى..!
هذا الزمان، لا يسلم فيه إلا لسان إحقاق الحق، و نبذ الطائفية، فإذا رأينا شيوخا مالوا جهة موقف أبناء “الحلوف”، فواجب علينا هجرتهم، بدل الاستماع إلى جنونهم، مهما انتشر صيتهم بين أهل الدين، فهم دعاة على أبواب الخذلان، و هم أهل الفتنة بصريح التعبير، و أي فتنة أوضح من فتنة الذين يشوشون على أبطال أكتوبر المجيدة، في أرض العزة و الضاحية و البقاع و اليمن السعيد و طهران ..، ألا إن هؤلاء المرابطون هم شموس الحق، و إنا لإضاءاتهم مساندون..
اللهم إن جل المغاربة في كل مراكزهم على هذا السبيل، رأينا ذلك في من خرج في المسيرات و في من لم يعترض على خروجها على الأقل، فاللهم يسر لنا التطهر من مصيبة “التضبيع”، و غفر الله لمن وقع على مضامينها مكرها، و نجزم أنها وقعت على كره، اللهم آمين