قلوب لينة و قلوب قاسية..!

13 سبتمبر 2024

ذ : حميد الجوهري : 
( الصلاة عليك يا رسول الله، يوم ولدت و بعثت رحمة للعالمين)

كان أحد أساتذتي النجباء، يردد مقولة : أن الاستغراق في الفقه يولد القسوة، مالم يصاحب بالذكر)
و عشنا حتى رأينا رجالا يحملون الميزان بغير حق، بصيحون في المنابر بحناجر غليضة شديدة، و يقصفون المجاميع بسليط الألسن، متناسين أن الله يعبد بالرخصة كما يعبد بالعزم، فجنحوا جهة الإكراه بالقول و الفعل، و استرهبوا الناس بميزان التكفير أو التبديع، و حادوا عن المقاصد كما أثبتها الأصوليون، و تجرؤوا على علماء الأمة من المذاهب كلها، كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة..!

تراهم كل يوم في جدال، و أي جدال هو، فهو لا ينقصه إلا السيف، و التجربة الدولية غنية بالأحداث التي حملت فيها السيوف بإرهاب، غمدت حيث موقع الحق، و ليس أحداث أرض العزة ببعيدة كمعيار، فأين قواعدهم و نصرتهم و دولتهم..، يكاد يقنع واقعهم بأنهم ليسو إلا أدوات صهيوماريكانية، لا ينقص من هذه القناعة اصطفاف حسنو النية في ساحاتهم، و للأسف بيننا سماعون لهم..!

هؤلاء بمنهجهم لا يوقرون الدين، و لا رسول الإسلام عليه الصلاة و السلام، و هاهم اليوم في موطن الاحتفال بذكرى ميلاد رسول الله صلى الله عليه و سلم، يستكثرون على الناس جعل هذا الشهر زيادة في الخير، و أي خير يعلو على الاحتفال برسول الله و ذكر سيرته و خلقه، و الاقتداء بالعلماء و الصلحاء في تكرار الصلاة عليه و مدحه..، و العجيب أن هؤلاء في غالبيتهم يمتدحون و يحتفلون بزعمائهم و أبنائهم، من غير أن ينكر عليهم الناس فعلهم، و في موطن الاحتفاء برسول الله يبخسون الناس حقهم في حب رسول الله و التعلق بالتصلية و المدح، فهل هذا إلا منكر من مناكر قساة القلوب..؟!!
كلا، إن عيد مولد النبي عليه الصلاة و السلام، قائم الأركان في قلوب المؤمنين، لا تؤثر فيه ألسن القساة، و إنها قلوب لين، و مقل دامعة، ووجوه مستبشرة، عاقدة العزم على الترقي في موطن شفاعة رسول الرحمة عليه أفضل الصلاة و السلام و على آله و صحبه الكرام، و إنهم يكرهون العامة على ما لا يتوافق و حبهم للنبي عليه السلام، أفلا ينتهون من ذلك؟!

اترك رد

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading