إشراقة …حياة الماعز “

29 أغسطس 2024
Oplus_0

ذ : ادريس حيدر : 

كَثُرَ الحديثُ في الآونة الأخيرة عن فيلم هندي مبهر ، و اشتعلت منصات التواصل الاجتماعي بخصوصه ، مثمنة هذا الإبداع المتميز الذي برع فيه مخرجه ، مشيدة بقدرته على اقتحام موضع انتهاكات حقوق الإنسان في الوطن العربي و ” السعودية ” على وجه الخصوص .
و يقينا أن الفيلم نجح بشكل ملفت للنظر في التشويش على تلك الصورة الكاذبة و المصطنعة ، التي أنفقت من أجلها ” السعودية ” أموالا طائلة ، تُقَدَّرُ بملايير الدولارات ، لتسويق الصورة “الجديدة ” !!!للمملكة من حيث كونها أصبحت بلاد الانفتاح ، و تميزت في الحقبة الأخيرة بمحاولة الدولة عصرنة الناس و المؤسسات …الخ ، بما يجعلها موائمة للتطور الذي يشهده العالم .
إن الفيلم و باختصار شديد ، يُقاربُ بكثير من الحرفية و غير قليل من الجمالية ، الخروقات التي تطال حقوق الناس من خلال نظام ” الكفيل ” البائد .
هذا النظام الذي يُحِيلُ على أساليب غارقة في الظلامية ، كالاستعباد المصاحب بالاستبداد العنيف .
لقد أَرْجَعَ ” الكفيل ” و من معه ، الهندي :” نجيب ” مجرد حيوان فاقد لهويته كإنسان ، حيث أنه أصبح يعيش في حظيرة الحيوانات ، بقليل من الأكل العفن و المقزز و الغير النافع ، و يُرَوى بقليل من الماء الملوث ، مع ما يُصَاحبُ ذلك من ضرب مبرح و تكسير للعظام .
من جهة أخرى فقد حاول المخرج ، و بالرغم من شراسة البشر و قساوة الطبيعة ، أن يمرر رسالة مفادها :” أن على هذه الأرض ما يستحق الحياة “. ، ذلك أن الإفريقي الذي صادف :” نجيب ” أبدى نبلا كبيرا في علاقته به ، بحيث ساعده على البقاء قيد الحياة ، بعد أن تاها في الصحراء من دون طعام أو شراب .
و عندما دنا البطل من الموت ، استيقظ ذات صباح بعد أن أجهده المشي في الصحراء ، تحت شمس حارقة ، و ظمإ قاتل ، فوجد صديقه الإفريقي قد غادر إلى وجهة غير معلومة ، تاركا له قنينة صغيرة ممتلئة بماء إحدى الواحات ، كان ذلك إعلانا عن انبعاث جديد و إفلات من الموت .
لقد صُوَّرَ الفيلم في صحراء قاحلة و جرداء ، لكن رمالها الذهبية كانت تتلون بالأحمر ، الذي كان ينعكس على كثبانها ، مما كان يُشكل مناظر مبهرة تَسُرُّ الناظرين .
” نجيب ” و الذي أدى دوره الممثل الهندي :” بريتيفيراج سوكوماران ” ، هو بطل الفيلم ، و كان قد شخص دوره بروعة منقطعة النظير ، خاصة عند أدائه لحظات المعاناة التي كانت أقرب للموت ، و نفس الشيء بالنسبة لباقي الممثلين .
لقد أظهر عددا كثيرا من المشاعر ، من اليأس إلى المرونة ، و كذا تغييره الملحوظ للمظهر ، حيث فقد كثيرا من الوزن ليلائم المسافة الزمنية التي عاش فيها و كأنه في جحيم جهنم .
إن فيلم :” حياة الماعز ” The Goat Life “، تعبير عن صيحة إدانة لأنظمة العبودية و الاستبداد ، و فضح لانتهاكات حقوق الإنسان في :” السعودية ” ، فضلا عن ذلك فهو يحمل رسائل في الحب ، التضحية ، الإيثار ، المسؤولية ، و عشق الحياة…الخ .
” حياة الماعز ” The Goat Life ” ، فيلم شيق و تحفة سينمائية ، فشاهدوه .

اترك رد

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading