
–—— حاورها محمد كماشين —
1- ماذا عن العفو الملكي بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب ؟؟
ج- العفو الملكي هو امتياز قانوني وممارسة سياسية لجلالة الملك بنص دستور المغرب لسنة 2011 في إطار الفصل 58 منه ، وبصدور هذا العفو بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب والذي خص 4831 شخصا ما بين مدان أي من سبق وصدرت ضده أحكام لها قوة الشيء المقضي به وبين من لا زال في طور المتابعة من طرف النيابة العامة ومن هم في وضعية المبحوث عنه أي من صدرت برقيات أو مذكرات بحث في حقهم من طرف النيابة العامة، تكون المملكة المغربية قد قطعت مع مرحلة مليئة بمعاناة ومآسي العديد من الأشخاص وكذا الأسر المغربية ، ودشنت لمرحلة جديدة بأبعاد ودلالات غاية في الأهمية والتي نتج عنها إشادة وطنية كبيرة وكذا إشادة عربية ودولية ملحوظة ، وتثمين لما يحمله العفو الملكي من التفاتة واضحة نحو تأهيل وإدماج الإنسان المغربي المرتبط بنشاط زراعة القنب الهندي لعدة
أسباب منها الاقتصادي والاجتماعي والجغرافي أيضا.
ولعل تلك الإشادة وذلك التثمين له، وما صاحبه من فرح وأمل له مبرراته الموضوعية .
2- ماهي القيم التي يحملها العفو الملكي السامي ؟؟
ج – يحمل العفو الملكي السامي قيما نبيلة وأبعادا حقوقية واضحة تترجم كالتالي:
على المستوى الإنساني:
نحن أمام تجربة مضيئة وبنفحة إنسانية تعزز ثقافة التسامح والتعايش والسلم الاجتماعي ومورست في سياق وطني ودولى يعزز التجربة السياسية المغربية خصوصا إذا عرفنا أن العفو الملكي يتعلق بالمزارعين الصغار اللذين هم أرباب اسر وعائلون لها ، وينتمون في نفس الوقت إلى أسر تعاني من الهشاشة الاجتماعية وظلت لسنوات عدة تعاني في صمت.
على المستوى الاقتصادي:
نحن أمام مشروع اقتصادي بديل يدعم البعد الجهوي والتنموي للمناطق المعنية بزراعة القنب الهندي وفي نفس الوقت يهيكل لاقتصاد مقنن ومشروع ، يرتبط بأغراض طبية وصناعية تتلاءم وتتماشى مع التزامات المغرب الدولية في إطار الاتفاقيات الدولية التي وقع وصادق عليها المغرب في إطار بعد يترجم مضامين القانون 13.21 بمأسسة اقتصاد زراعة القنب الهندي عن طريق إنشاء الوكالة الوطنية لزراعة القنب الهندي.
على المستوى الحقوقي:
قد نتفق جميعا حول البعد المتعلق بمحاربة الجريمة وخصوصا تجارة المخدرات عندما نقنن ونمأسس لنشاط مثل زراعة القنب الهندي وعن محاولة وضع حد لمعاناة شريحة اجتماعية لا بأس بها من الشعب المغربي بهذه الالتفاتة المولوية السامية، لكن من وجهة نظري الشخصية كمحامية ومهتمة بقضايا النساء والاسرة ، فإن المرأة المغربية كأم كزوجة وكأخت. ….. والتي تكون في معظم الاحيان في قلب وصلب المعاناة اليومية لتلك الأسر ، عندما يطال القانون الزوج أو الأب أو الأخ بسبب ذلك النشاط فتتحمل تداعيات غياب المعيل ورب الأسرة ، لتجد نفسها أمام أعباء قد تتجاوز قدراتها وإمكاناتها النفسية والمادية من إنفاق وتربية الأطفال والحفاظ على كيان الأسرة ككل في ظل ظروف قاسية لنساء يعانين من الهشاشة والتبعية الاقتصادية .
3- هل من علاقة بين العفو الملكي و دعم قضايا النساء والأسر؟؟؟
ج – لا يمكن اعتبار العفو الملكي اجراءا استباقيا يقلص من تداعيات احتقان اجتماعي ارتبط بملف ظل شائكا ومعقدا لمدة طويلة استحضارا لمصلحة الوطن والمواطن ؟ واستكمالا ايضا وبطريقة غير مباشرة لورش دعم قضايا النساء والأسر في المغرب
أعتقد بأن العفو الملكي، بالإضافة لكل الأبعاد التي ذكرنا وأبعاد أخرى ستتوضح أكثر في القادم من الايام ولكل الاثار الاجتماعية والاقتصادية المنتظر والمتوقع منها سيؤسس لمرحلة جديدة تعكس وجها من وجوه العدالة الاجتماعية نتمنى ألا تقف عند هذا الحد.