بقلم ذ ضرار غيلان.
عداء من ذهب يهدي المغرب أول ميدالية من المعدن النفيس ، كم كانت فرحتنا غامرة بمناسبة فوز عداءنا الوطني المغربي ، سفيان بقالي بأول ميدالية في الأولمبياد التي تحتضنها باريس هاته الأيام ،
و تشاء الأقدار ان أم الألعاب، هي التي كانت و لا زالت تنقذ المغرب من الغياب عن التتويج ، سواء ببطولة العالم او بالألعاب الأولمبية ، و لعل الأبطال الذين مروا عبر تاريخنا الرياضي المجيد أمثال عبد السلام الراضي ، حدو جادور ، سعيد عويطة ، نوال المتوكل ، خالد السكاح ، مولاي ابراهيم بوطيب ، نزهة بدوان و العداء الأسطورة هشام الكروج ، هم من شرفوا بلادنا و عرفوها عبر خارطة العالم للمتتبع العالمي على المستوى العالي ، و أيضا للجمهور الرياضي ، الذي يعشق حتى النخاع هذا النوع من الرياضة ، و خاصة حين تكون المشاركة مغربية، يضحي بالاستيقاظ باكرا او السهر الى وقت متاخر من الليل ، و خصوصا حين يكون فارق الساعات كبيرا بين البلد المنظم لمثل هاته التظاهرات و توقيت المملكة جرينيتش + 1 .
كم دعونا لبطلنا سفيان بقالي بالنصر و التتويج و كانت داءما ثقتنا فيه كبيرة لأننا واثقون من عمله الدؤوب و تمارينه الشاقة و المضنية بالرغم من عودته المتأخرة من الإصابة التي ألمت به ، فقد استطاع استرجاع إمكانياته في زمن قياسي، و ذلك حسب ما جاء في تصريحه عقب فوزه بسباق 3000 متر موانع، و ذلك يعود لصبره و لرضى والديه و تشجيعهما له .
و جاء صعود بطلنا للبوديوم و اعتلاء علمنا الوطني خفاقا ، قبيل ساعات من لقاء الترتيب الذي جمع منتخبنا الوطني ضد نظيره لجمهورية مصر العربية ، ليعطي جرعة أمل و حافز قوي للاعبينا ، الذين خانهم الحظ للوصول لمباراة النهاية ، و لا يسعني الا ان اشد بحرارة على ايدي هؤلاء النجوم و المواهب الشابة الذين ابانوا عن مستويات هاءلة سواء رياضية او أخلاقية او مهارية ، و الذين بكل تاكيد سيحصدون مع المنتخب الوطني للكبار الأخضر و اليابس في مقبل الاستحقاقات ، ككأس إفريقيا التي ستحتضنها بلادنا في شتاء 2025 و بطولة العالم 2026 التي ستحتضنها الولايات المتحدة ، كندا و المكسيك.
لقد تم لمنتخبنا الفوز بمباراة الترتيب التي جمعته مع الفراعنة ، حيث تفوقوا طريقة و أداءا طيلة مجريات اللقاء ، و اكتسحوه بحصة لا تقبل الجدل 6\0 ؛
و قد تركت هاته الهيمنة الكروية و الأهداف الأنطلوجية التي سجلها أصدقاء أشرف حكيمي، فرحة عارمة داخل المغرب و خارجه ، و لعل الشيء الجميل منذ بداية هذا الدوري هو الحضور الجماهيري المكثف و التشجيع المتواصل طيلة تفاصيل المباريات و كأن الأسود يلعبون في بلدهم ؛
و سوف تكون لهاته النتيجة التاريخية وقع على المنظومة الكروية ببلادنا ، حيث من المنتظر ان يبدأ الموسم الكروي المقبل بعدة حوافز أهمها، احتضان شركة او مؤسسة عملاقة لتكوين الفئات العمرية لأكثر من عشر أندية و البقية ستأتي بعد أشهر ؛ هاته البادرة بلا شك ستحرك مستثمرين آخرين للمضي قدما نحو تطوير و عقلنة الممارسة الكروية على أعلى مستوى،
و ما ينطبق على العصبة الاحترافية برئاسة السيد بلقشور سينطبق على عصب الهواة ، و لما لا تعميم هاته الاسثتمارات في بلدنا و بالتالي جني الثمار .
و كما أسلفت و قد عبرت ان الاقتباس من التسيير الكروي الإسباني و تفعيله بالتكوين و التوأمة و تبادل الخبرات هو من شأنه ان يضعنا في قمة الهرم الكروي العالمي !!!
فالحوافز موجودة و أبطالنا اجتهدوا و أبانوا عن احترافية عالية ، و لم يبق الا العمل في العمق ، تسريع المسلسل التنموي و تنزيل رسالة الصخيرات بحذافيرها .
و أخيرا و ليس آخرا يمكن اعتبار إقلاع الرياضة الوطنية ، ضرورة ملحة وجب انتباه المسؤولين إليها ، حتى لا نترك النتائج للصدفة ، خاصة و انه ترصد لها إمكانيات مادية لا حصر لها ، من استتباب بنية تحتية رفيعة المستوى : ملاعب ، مركبات عالمية ، فنادق مصنفة ، طرق سيارة …..، مع ما يرصد من مساهمات من طرف فرقاء اقتصاديين – حوالي 80 مليار سنتيم سنويا تضخ في صندوق الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم .
و هنا ألاحظ أنه وجب منح و تشجيع جميع الجامعات الرياضية و ليس الاقتصار على جامعة كرة القدم فقط ، هاته الخطوة أصبحت أمرا ملحا إذا رغبنا ان تكون الرياضة رافعة للتنمية و جالبة لاستثمارات مهمة .