حتى لا نترك النتائج للصدفة

10 أغسطس 2024
Oplus_0

بقلم ذ ضرار غيلان.

عداء من ذهب يهدي المغرب أول ميدالية من المعدن النفيس ، كم كانت فرحتنا غامرة بمناسبة فوز عداءنا الوطني المغربي ، سفيان بقالي بأول ميدالية في الأولمبياد التي تحتضنها باريس هاته الأيام ،
و تشاء الأقدار ان أم الألعاب، هي التي كانت و لا زالت تنقذ المغرب من الغياب عن التتويج ، سواء ببطولة العالم او بالألعاب الأولمبية ، و لعل الأبطال الذين مروا عبر تاريخنا الرياضي المجيد أمثال عبد السلام الراضي ، حدو جادور ، سعيد عويطة ، نوال المتوكل ، خالد السكاح ، مولاي ابراهيم بوطيب ، نزهة بدوان و العداء الأسطورة هشام الكروج ، هم من شرفوا بلادنا و عرفوها عبر خارطة العالم للمتتبع العالمي على المستوى العالي ، و أيضا للجمهور الرياضي ، الذي يعشق حتى النخاع هذا النوع من الرياضة ، و خاصة حين تكون المشاركة مغربية، يضحي بالاستيقاظ باكرا او السهر الى وقت متاخر من الليل ، و خصوصا حين يكون فارق الساعات كبيرا بين البلد المنظم لمثل هاته التظاهرات و توقيت المملكة جرينيتش + 1 .
كم دعونا لبطلنا سفيان بقالي بالنصر و التتويج و كانت داءما ثقتنا فيه كبيرة لأننا واثقون من عمله الدؤوب و تمارينه الشاقة و المضنية بالرغم من عودته المتأخرة من الإصابة التي ألمت به ، فقد استطاع استرجاع إمكانياته في زمن قياسي، و ذلك حسب ما جاء في تصريحه عقب فوزه بسباق 3000 متر موانع، و ذلك يعود لصبره و لرضى والديه و تشجيعهما له .
و جاء صعود بطلنا للبوديوم و اعتلاء علمنا الوطني خفاقا ، قبيل ساعات من لقاء الترتيب الذي جمع منتخبنا الوطني ضد نظيره لجمهورية مصر العربية ، ليعطي جرعة أمل و حافز قوي للاعبينا ، الذين خانهم الحظ للوصول لمباراة النهاية ، و لا يسعني الا ان اشد بحرارة على ايدي هؤلاء النجوم و المواهب الشابة الذين ابانوا عن مستويات هاءلة سواء رياضية او أخلاقية او مهارية ، و الذين بكل تاكيد سيحصدون مع المنتخب الوطني للكبار الأخضر و اليابس في مقبل الاستحقاقات ، ككأس إفريقيا التي ستحتضنها بلادنا في شتاء 2025 و بطولة العالم 2026 التي ستحتضنها الولايات المتحدة ، كندا و المكسيك.
لقد تم لمنتخبنا الفوز بمباراة الترتيب التي جمعته مع الفراعنة ، حيث تفوقوا طريقة و أداءا طيلة مجريات اللقاء ، و اكتسحوه بحصة لا تقبل الجدل 6\0 ؛
و قد تركت هاته الهيمنة الكروية و الأهداف الأنطلوجية التي سجلها أصدقاء أشرف حكيمي، فرحة عارمة داخل المغرب و خارجه ، و لعل الشيء الجميل منذ بداية هذا الدوري هو الحضور الجماهيري المكثف و التشجيع المتواصل طيلة تفاصيل المباريات و كأن الأسود يلعبون في بلدهم ؛
و سوف تكون لهاته النتيجة التاريخية وقع على المنظومة الكروية ببلادنا ، حيث من المنتظر ان يبدأ الموسم الكروي المقبل بعدة حوافز أهمها، احتضان شركة او مؤسسة عملاقة لتكوين الفئات العمرية لأكثر من عشر أندية و البقية ستأتي بعد أشهر ؛ هاته البادرة بلا شك ستحرك مستثمرين آخرين للمضي قدما نحو تطوير و عقلنة الممارسة الكروية على أعلى مستوى،
و ما ينطبق على العصبة الاحترافية برئاسة السيد بلقشور سينطبق على عصب الهواة ، و لما لا تعميم هاته الاسثتمارات في بلدنا و بالتالي جني الثمار .
و كما أسلفت و قد عبرت ان الاقتباس من التسيير الكروي الإسباني و تفعيله بالتكوين و التوأمة و تبادل الخبرات هو من شأنه ان يضعنا في قمة الهرم الكروي العالمي !!!
فالحوافز موجودة و أبطالنا اجتهدوا و أبانوا عن احترافية عالية ، و لم يبق الا العمل في العمق ، تسريع المسلسل التنموي و تنزيل رسالة الصخيرات بحذافيرها .
و أخيرا و ليس آخرا يمكن اعتبار إقلاع الرياضة الوطنية ، ضرورة ملحة وجب انتباه المسؤولين إليها ، حتى لا نترك النتائج للصدفة ، خاصة و انه ترصد لها إمكانيات مادية لا حصر لها ، من استتباب بنية تحتية رفيعة المستوى : ملاعب ، مركبات عالمية ، فنادق مصنفة ، طرق سيارة …..، مع ما يرصد من مساهمات من طرف فرقاء اقتصاديين – حوالي 80 مليار سنتيم سنويا تضخ في صندوق الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم .
و هنا ألاحظ أنه وجب منح و تشجيع جميع الجامعات الرياضية و ليس الاقتصار على جامعة كرة القدم فقط ، هاته الخطوة أصبحت أمرا ملحا إذا رغبنا ان تكون الرياضة رافعة للتنمية و جالبة لاستثمارات مهمة .

 

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading