ذ: ادريس حيدر :
إلى الصديق االعزبز : سعيد البنشعبوشي
و إلى أرواح كل الأعزاء الذين غادرونا من دون اسئذان .
أريج تبدد
كان اللقاء غير مرتب
لم أر صديقي منذ سنين
تبدل شكله
نَحَلَ و انكمش بطنه
بعد أن كان منتفخا
أعَدْنَا عقارب الزمان
إلى الوراء
إلى عَهدٍ وَلَّى
وَ بَشَرٍ توَفَى
ابْتَدَأناَ الحِكابة
من الأقسامِ الأولى
للدراَسَةِ
كان الصديق نَزِقاٌْ
وَ أَرْعَناٌ
فيما كُنْتُ خجولا
وَ مَنْطَوِياٌ
بَهْلوان كان
يُمْتِعُ وَ يُضْحِكُ وَيُسِلِّي
الرُّصفاء
وَلو كان في صنيعهِ
جزاء.
اختَلَفْنَا و فرقتْ بيننا
السُّبُلُ ردحاً من الزمان
وَ تتبَّعَ كلٌّ منا الآخر
من خلالِ الصَّحْبِ
وَ الرِّفاقِ
مَرَرْنا من مسالكَ وَعْرَة
وَ مساراتٍ صَعْبَة
وَ نَسِينا أَلمَ النوائِبِ
وَ أقْبَلْنا على الحَياةِ
بِجُنُونٍ
الْتَقَيناَ بعد طولِ
فِراقِ
في ذلك المساءِ
وَ في تلك المقهى على التل
و التي تُطِلُّ على البحر
كان الأُفقُ مُضَمَّخاً
بالأحْمَرِ
المُنعكِسِ على صفحة
اليم المُتراقصةِ
ضَحِكْناَ كثيرا و طويلا
وَ ذرفناَ الدموع
بهجة باللقاءِ
وَحُزناّ على اقتراب
لحظة الوداعِ
مَرَّت أيامْ معدوداتٌ
هَمَسَ لي في الهاتف
صوت متهدج
لقد مات صديقك
هناك
وحيدا
وحيدا
بكيتُ كثيرا و طويلا
على صديق قضى
وَ أرِيجٍ تَبَدَّدَ
طنجة في :11|08|2024.