أريج تبدد

11 أغسطس 2024

ذ: ادريس حيدر : 

إلى الصديق االعزبز : سعيد البنشعبوشي
و إلى أرواح كل الأعزاء الذين غادرونا من دون اسئذان .

أريج تبدد

كان اللقاء غير مرتب
لم أر صديقي منذ سنين
تبدل شكله
نَحَلَ و انكمش بطنه
بعد أن كان منتفخا


أعَدْنَا عقارب الزمان
إلى الوراء
إلى عَهدٍ وَلَّى
وَ بَشَرٍ توَفَى


ابْتَدَأناَ الحِكابة
من الأقسامِ الأولى
للدراَسَةِ
كان الصديق نَزِقاٌْ
وَ أَرْعَناٌ
فيما كُنْتُ خجولا
وَ مَنْطَوِياٌ


بَهْلوان كان
يُمْتِعُ وَ يُضْحِكُ وَيُسِلِّي
الرُّصفاء
وَلو كان في صنيعهِ
جزاء.


اختَلَفْنَا و فرقتْ بيننا
السُّبُلُ ردحاً من الزمان
وَ تتبَّعَ كلٌّ منا الآخر
من خلالِ الصَّحْبِ
وَ الرِّفاقِ


مَرَرْنا من مسالكَ وَعْرَة
وَ مساراتٍ صَعْبَة
وَ نَسِينا أَلمَ النوائِبِ
وَ أقْبَلْنا على الحَياةِ
بِجُنُونٍ


الْتَقَيناَ بعد طولِ
فِراقِ
في ذلك المساءِ
وَ في تلك المقهى على التل
و التي تُطِلُّ على البحر


كان الأُفقُ مُضَمَّخاً
بالأحْمَرِ
المُنعكِسِ على صفحة
اليم المُتراقصةِ


ضَحِكْناَ كثيرا و طويلا
وَ ذرفناَ الدموع
بهجة باللقاءِ
وَحُزناّ على اقتراب
لحظة الوداعِ


مَرَّت أيامْ معدوداتٌ
هَمَسَ لي في الهاتف
صوت متهدج
لقد مات صديقك
هناك
وحيدا
وحيدا
بكيتُ كثيرا و طويلا
على صديق قضى
وَ أرِيجٍ تَبَدَّدَ

طنجة في :11|08|2024.

 

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading