قليل من السياسة

9 أغسطس 2024

بقلم ذ محمد علوى:

تماشيا مع أهمية موضوع الأستاذ ربيع الطاهري المنشور على صفحة هسبريس يوم 07/08/2024-محاكمات رؤساء الجماعات تسائل الاختيارات الحزبية و تحيين القوانين الانتخابية ، ارتايت أن أتقاسم معكم مرة أخرى تدوينة تصب في نفس الاتجاه و الذي يتعلق بالتدبير الحزبي الانتخابي في منح التزكيات لمن هم اهل لخدمة المصلحة العامة.

———————

لعل السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح في الظروف السياسية الملتبسة التي نعيشها اليوم هو :
– توجيه المواطن إلى اختيار من ينوب عنه ، مسؤولية من….؟
أتناول هذا الموضوع و أعلم أن هناك من يصفني بالمِثَالِيّة – Idéalisme – إلى أقصى الحدود ، نظرا لما أصبحت عليه الوضعية السياسية الراهنة ، التي تغلب عليها البركماتية الانتهازية Le perkmatisme opportuniste و تهافت الأحزاب على استقطاب الأعيان و أصحاب”الشكارة” و من يستطيع كسب الكرسي بأي وسيلة و أسلوب ، و رغم ذلك سأدلي برأيي كيفما كان الحال.
إن الفعل الديمقراطي قناعات تنتج سلوكيات ، و تحدد مسلكيات ترتبط بمواقف و قيم إنسانية راقية ، تضبطها حكامة فكرية منسجمة مع هذه القناعات ، و ليست شعارات جزافية جوفاء تنبني على الديماغوجيا و تؤطرها الشعبوية المصلحاتية Populisme réformé، من أجل الاستفادة من الريع و التغول السياسي .
من هذا المنطلق يصبح ضروريا على من يروم حمل شرف تمثيل المواطن في المجالس الجماعية أو البرلمانية أن يتملك هذه القناعات و يتشبع بفلسفتها و يكون متوازنا في أفكاره و ممارساته ليستطيع الإجابة عن تساؤلات من أعطاه شرف تمثيله و الدفاع عن حقوقه بنضالية وجراة و دبلوماسية منتجة و اقتراحية .
بذلك تصبح مسؤولية الأحزاب السياسية و الفرقاء الاجتماعيين كبيرة في تأطير المواطن و تكوينه لجعله قادرا على تحمل مسؤولياته ، في اختيار من ينوب عنه في الشأن المحلي و التشريعي ، لا أن يكونوا باحثين عن الدكاكين الموسمية التي تهتم باستجلاب مرشحين تحت الطلب و سد الخصاص بأصحاب “الشكارة و الشناقة و اجعارنية”.
إذن ماهي الأحزاب التي يمكنها أن تقوم بهذا الدور الحاسم في تكوين المواطن و تأطيره ، ليكون في مستوى ذلك.؟
هي الأحزاب التي تتوفر على أجهزة تنظيمية منضبطة ، متمسكة بمبادئها ، منبثقة من ديمقراطية داخلية بعيدة عن الشخصنة التاريخانية ، و الحسابات الضيقة ، قادرة على الدفاع عن برامجها الإنتخابية بوضوح ، للإقناع بالقدرة على تحقيقها دون بوليميك و ديماغوجيا و بيع الوهم ،مستشرفة المستقبل باستراتيجية مشاريع سياسية اجتماعية ، قابلة للتنفيذ ، بذلك تصبح بوصلة الناخب في الإتجاه المطلوب لاختيار الشخص المناسب في المكان المناسب ، حامية له من النزوع السلبي المشبوه في الاستحقاقات و بيع ضميره بفتاة الرشاوى و الاستغلال البشع من طرف المتربصين و سراق المال العام و الجهلة و فقهاء الانتهازية كما حدث خلال الانتخابات التشريعية الأخيرة ، حيث أصبحت عرضة للتحكم القسري ، من بعض من لا يعترف بنخبها ، و من لا يفقه حتى ترقيع و خياطة الجمل و مهرولون لا لون لهم و لا مواقف.

اترك رد

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading