هكذا حدثني صدى المحبة 05 سمية نخشى ” سيدة سماوات الحكمة و التصوف “

4 أغسطس 2024
Oplus_0

ذ. محمد أكرم الغرباوي :

أن تكتب عن المرأة ، هي مغامرة نحو عوالم الإختلاف و الإتلاف ، ورحلة روحانية لابد لها من وقود التقدير و الإجلال .
كذلك هو الحديث هنا و الآن ، عن سيدة من سيدات بيت الورع و العلم و المكانة و الرفعة و الحكمة . كتب لها بعد رحلة التمدرس بالثانوية المحمدية أن تشتغل بها طوال مدة تقديسها لشرف التربية و التعليم . تتلمذ على حكمتها و رزانتها و أخلاقها و سيادتها الصفية أجيال و أجيال .
بوزرة بيضاء فاقع صفاؤها تستقبل متعلميها، – إذ قليل ما أتذكر ولوجنا الفصل قبلها – أذكر سنوات تتلمذي بقسمها إلى جانب نخبة من أصدقاء الزمن الجميل و نحن ننبش في رفوف مكتبة المركز الثقافي و المرينة بحثا عن ما يحمينا من لظى السؤال . كان القسم بيتا للحكمة و النقاش و المجادلة و النقد ونقد النقد . وباقتدار جليل توزع الحوارات و تؤيد و تخالف و تجمع و تؤلف و تختزل و تشجع و تلهم و تبهر … هكذا هي سيدة الحكمة ودرس الفلسفة المجيد الفاضلة سمية نخشى .
هي ملهمة ساكنة القصر الكبير ، و صاحبة أفضال الدرس الفلسفي الأول ، و محطة العبور الكبير نحو فكر كبار المفكرين و الفلاسفة و النقاد . وهي تنحت الكلام و تروض الجمل و الأفكار . و تلوي بها و تقذف بها بعيدا حيت التأمل والبحث عن ممكنات جديدة في التفكير و التأويل . هكذا كانت تستمتع وهي تصنع من كل من جلسوا إليها معلمة ملهمة عشاق الفكر الفلسفي .
الفاضلة سمية نخشى عرفتها صغيرا وقد أُجبِرت على التمدرس بقسم الأدب الإسباني بمعية مكرهين آخرين . فوجدناها تعلمنا قانون الإجبار و الإختيار . وكيفية الخروج من ضيق الفرض و الإكراه . وعرفتها وهي تنحرط طوعا في درس الدعم التلاميذي المفتوح بإقتراح من الدكتور عبد السلام دخان و سيدة الثقافة الفاضلة بشرى الأشهب Bouchra Achhab . و عرفتها سيدة الدرس و التأويل و الأدب النسائي الى جانب هيئات مدنية وازنة . و عرفتها مشعلا نورانيا صوفيا وهي تبحر في سماوات سيدات ووليات أهل العلم و الصلاح و التقوى .
هي سيدة التعدد و المختلف و المتعدد . من رسمت خطوط و مسار المتعلم الأول بدرس جريء الطبيعة و الثقافة .
وأنا في احتفالية الشعر والفلسفة شرفني الدكتور عبد السلام دخان و الدكتور محمد الغرافي و الدكتور محمد اليونسي بأن أدلي بشهادة في حقها و هي المكرمة يومها . أدركت ساعتها أن الحديث أحيانا خائن وجبان أمام ثقل المحبة والوفاء . وهي الحالة نفسها هنا و الآن مرة ثانية و صدى المحبة يذكرني بإمرأة لن ينساها الزمن ، ولا كل من أدرك درسها أو استمع اليها . بالأمس القريب وقعت آخر محضر خروج مهني . ليكون نفسه أول محضر دخول الى ذاكرة الإنسانية الفضلى التي لا يمحوها غبار الزمن .
محمد أكرم الغرباوي
باحث في الفنون التعبيرية

 

اترك رد

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading