محمد خلاد :
———————
كُنتَ طفلا تحْبُو تبكي
تتبول تتبرَّز متى شئت
وكلما جُعتَ تمُص ثدي أمك
أو أصابعك أو أي شيء
أو تلعق دمية صغيرة
مُعفَّرة بالتراب
الآن وقد علتْ وجهَك التجاعيد
لا تتذكر تلك الأحداث
يُعْرَض عليك ألبومُ الصور
يقولون لك هذا أنت
تلثغ في أحوالك المتعددة
مرة اختنقْتَ بعد أن بلعْتَ حبَّة عنب
ومرة أخرى أدخلتَ حبة حمص
في جيْب أنفك
ولم ينتبه أحد حتى توَرّم
وصرتَ بالكاد تتنفس
تستغرق في الضحك
فالطفل الذي تراه كائن آخر
أوْ قدْ يكون اختفى
في لحظة تحولٍ بلامعنى
حين تكون في خلوتك
تشعر أنك تحب ذلك الطفل
الذي يحبو على جسدك
ولا تعرفه
تتأمل ملامحه البريئة
تراه يبتسم لك متودِّداً
ويمد يده ليعبث بوجهك المتغضِّن
تودُّ لو تُهدْهِده بين يديك
تحفر في أعماقك بحثا عنه
كَمنْ تنقب عن معدن ثمين
تغور إلى قعر زمن بعيد
فلا تعثر سوى على اختلاطات أحلام غامضة
وفَمٍ رخْوٍ يمُصُّ نِسْيانَك
تقول مستسلما لمخاض غريب
ربما هو استيقظ في داخلي