ذ. حميحم مليكة
بعد ان ضاقت بنا الشقة بالتحاق ضيفة جديدة الى عاءلتي الصغيرة بدأنا نفكر في اقتناء بقعة أرضية نأسس عليها منزل المستقبل على ذوقنا وتوفي بجميع احتياجاتنا ومتطلباتنا.
بدأنا البحث في التجزئات الجديدة بالمدينة فاستقر الاختيار على قطعتين الاولى في تجزئة أطاع الله والاخرى تجزئة إحسيسنية و فضلت الثانية على الأولى وأصررت عليها بكل شغف وإلحاح.
لم اكن ادري سر إنجدابي لهذه القطعة الارضية ولكنني احسست بانني اريد ان أسكن فيها منذ اللحظة الأولى من معاينتها و لا أريد غيرها كنت اقول لنفسي ضاحكة وجدتها وجدتها
وكانها نظرية ارخميدس .
اخذت امي معي لترى البقعة مكان منزل – المستقبل ، فلما وصلت الى المكان نظرت الي باستغراب.
سبحان الله ما هذه الصدفة العجيبة ؟ سألتها وأنا لاعرف قصدها أية صدفة ؟
اجابتني:
اليس هذا ضريح سيدي الخراز؟
اجبتها :
اعرف انه ضريح ولكنني لا اعرف اسم صاحبه …..
قالت وهي مازالت متعجبة : اعلمي انك عند ما کنت تمرضين وانت صغيرة ،كنت آخذك عند أشهر دكتور في القصر الكبير وقتها وهو الدكتور المقتدر هرنيط وكان يفحصك جيدا ويكتب لي وصفة الدواء ومن ثم أمر على الصيدلية واشتري لك الدواء و بعده مباشرة
اخدك لزيارة سيدي الخراز.،
فتأخذين دواء الدكتور هرنيط وبركة سيدي الخراز ولم اكن اعرف سبب الشفاء هل هي وصفة الطبيب ام بركة سيدي الخراز حتى أصبحت عندي عادة كلما مرضت وارتفعت حرارتك ، وأضافت أمي والدك كان يصر دائما على زيارة الدكتور هرنيط أولا كنت اقول له بعد شفاءك شايلاه اسيدي الخراز فكان يجيبني ضاحكا شايلاه أ الدكتور هرنيط.
وها انت الان تختارين سكنك قرب سيدي الخراز لعله فأل خير وصحة وعافية .
وشرحت لي أمي فيما بعد سر سيدي الخراز الباتع ،فقد كان متخصصا في أمراض الحمى تقصده أمهات المدينة يحملن اطفالهن المصابين بالحمى فيحممنهم بالماء البارد من البأر مع كمية كبيرة من النية وأهم مافي الموضوع النية وكانت هذه هي الوصفة السحرية التي تداوي الأطفال، وانا والحمد لله كنت أتمتع بالوصفتين معا وصفة الدكتور هرنيط ووصفة ولي الله الصالح سيدي الخراز.
اليوم سيدي الخراز يرقد بسلام في ضريح أنيق بحلة بيضاء يحفه وقار الأولياء الصالحين تحضنه شجرة كبيرة خضراء مورفة الظلال محاط بفيلات القياد وهيبتهم وقد ارتاح من تلك الطقوس المبتدعة من تحميم الاطفال وتعليق الاحجبة على جدرانه وأدعية الأمهات وإبتهالاتهن، أكيد كانت روحه ترفضها وتتبرأ من ذنوبها، ومع كل هذا فأنا مستأنسة بجورته رحمة الله عليه وشايلاه أسيدي الخراز فمدينتنا تبقى أرض أولياء الله الصالحين والشرفاء بدون منازع.
ذ حميحم مليكة
