رواية: بابل زهرة الحياة 4 – إدريس و إلياس: الزيتونتان والمنارتانومحاربتهما للدجال.

3 سبتمبر 2023

– زكرياء الساحلي : 
يثير موضوع آخر الزمان والحرب الكبرى (هرمجدون) نقاشا لا يهدأ بين مختلف التيارات والفرق الدينية، فالمسلمون السنة ينتظرون ظهور المهدي(المهدي المنتظر) وشيعتهم ينتظرون خروجه (المهدي المخفي) والمسحيون ينتظرون نزول المسيح/الرب وقبله سينزل شاهديه النبيين الياس وإدريس، أما اليهود فيتوقعون ظهور الماشيح أو المسيا، فيما الهندوس ينتظرون كريشنا أو كالكي والبوذيون في ترقب مستمر لعودة بوذا الخامس.
وفي كل تيار ديني هناك نبوءة ترسم ملامح آخر الزمان وتدعي “إيمانا” بأنها الفرقة الناجية من حرب مهلكة لا تبقي ولا تذر.
راودتني في البداية رغبة جامحة في كتابة رواية في هذا الاتجاه، مبنية على إحدى هذه النبوءات، لكن ارتأيت أن أرجع إلى الماضي السحيق لتأصيل الصراع بين الجن والشياطيين والإنس وابراز بدايته (طبعا في إطار المتخيل السردي الروائي) لهذا فالعمل سيكون عبارة عن سلسلة أجزاء بدأت مع #بابلزهرةالحياة وستنتهي بحرب آخر الزمان.
تنطلق أحداث الرواية بفصلين أوليين تقع مجريات أحداثهما بمدينة القصر الكبير مع السائق إدريس والأستاذ إلياس، هذا الأخير سيعثر بالصدفة على كتاب مدفون بين ثنايا جدار ضريح شمهروش الواقع بدار الدباغ.
كان الكتاب عبارة عن نسخة من الاتفاقية الضائعة التي وُقعت بين بني الانس والجن بعد معركة عدن، المعركة التي انهزم فيها عزازيل وفر من المواجهة.
وأثناء محاولة الشيطان (عزازيل) قتل إلياس حتى لا ينكشف لهذا العصر المادي سر مخططاته الظلامية، انبثق من الكتاب قوة سحرية كشفت عن “الحية التي تأكل ذيلها” وغاصت بالقارئ إلى ما قبل 6770 سنة ليطلع على حقيقة ما وقع قبل الطوفان.
فما هي الإحالة الرمزية لشخصيتي (ادريس، إلياس) وما هو سر الحية التي تأكل ذيلها؟
نجد في التراث اليهودي ابراز أهمية كبيرة للنبيين إلياس/إيليا و إدريس/أخنوخ، وحسب العهد القديم فالنبيين إلياس وإدريس لم يموتا وإنما رفعا إلى السماء، حتى في القرآن نجد الأية (وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا) مع اختلاف المفسرين بين الرفع المعنوي والرفع الحقيقي إلى السماء.
جاء العهد الجديد لتوضيح الغاية من رفعهما وهو أن يكونا زيتونتان ومنارتان شاهدان على نزول المسيح في آخر الزمان، لكنهما سيقتلان على يد الوحش ذو 666 (الدجال) جاء في سفر الرؤيا الأية11: 6، 7 “وأن يضربا الأرض بكل ضربة كلما أرادا. ومتى تمما شهادتهما فالوحش الصاعد من الهاوية سيصنع معهما حربًا ويغلبهما ويقتلهما” اذن حسب النص الديني المسيحي فإن الوحش سيدخل في حرب مع كل من النبيين إلياس وإدريس وسيتمكن من قتلها قبل أن يقضي عليه المسيح، لهذا فشخصيتي إلياس وإدريس في رواية بابل زهرة الحياة مقتبساتان من هذه النبوءة وسيبرز دورهما أكثر في الأجزاء القادمة وهذا يتجلى بشكل واضح في النهاية المفتوحة التي تركتها في آخر الرواية.
أما رمز الحية التي تأكل ذيلها (الأوربوروس) فهو مفهوم منتشر في الحضارات القديمة؛ وأنت تدرس الرياضيات لن يخطر على بالك أن اللانهاية ∞ infinity هي الحية التي تأكل ذيلها، وأنت تشاهد شعار كأس العالم في قطر 2022 لن يخطر على بالك أنه هو الحية التي تأكل ذيلها.
فهذا الرمز عند الغنوصية الهرمسية والفرعونية والهندوسية والحضارة الإغريقية… تمثل دلالة اتحاد متناقضي الحياة والموت مما يمنح الخلود عبر دورة لا تنتهي من التطور والتقمص (حيث يخلع فيها الإنسان جسمه الوقتي) داخل الأبدية.
وما رواية بابل زهرة الحياة إلا رحلة بحث عن سر الخلود.

اترك رد

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading