دفن الماضي (2)

19 أغسطس 2023

ذ. ادريس حيدر

و عندما حصل المغرب على الاستقلال ، أُصِيب ” بوعزة ” بالذعر خوفا على نفسه من التصفية الجسدية على يد المقاومين باعتباره كان متعاونا مع الاستعمار و واش بالوطنيين .
و كانت هذه العمليات قد كثرت في فجر الاستقلال و تهدف تصفية الخونة .
و مما جعل الرعب يسكنه و يأخذ بلبه ، هو أن أحد المقاومين كان قد سكن بجواره بعد أن اكترى أحد المنازل .
تملكه الخوف ، مما جعله ينزوي و يرفض الخروج من منزله لمدة تزيد عن 3 سنوات .
و في محاولة من ” بوعزة ‘” لإلهاء ربيبه و إشغاله ، قرر تزويجه من إحدى الخادمات و التي كانت تتمتع بجاذبية و جمال لا تخطئهما العين ، إنها الشابة ” فطومة ”
كان ربيبه يكرهه ، نظرا لكثرة ألاعيبه و مناوراته و حيله و كذبه و بالتالي رحل إلى جهة غير معلومة ، رافضا حكاية زواجه التي أخرجها ” بوعزة ” لغاية في نفسه.
مرت أيام معدودات و ظهر الحمل على ” فطومة ” ، و روج ” بوعزة ” في الحي ، خبرا مفاده ، أن ربيبه ” علي” ، سيحضر لحفل عقيقة المولود ، لكونه يعمل الآن ، بعيدا عن المدينة .
وضعت ” فطومة ” حملها بمساعدة إحدى الجارات العارفات ، و كان المولود ذكرا ، سماه ” بوعزة ” ب:” محمد “.
كان المولود صورة طبق الأصل منه ، وانتشرت إشاعة بين ساكنة الحي ، كالنار في الهشيم ، مفادها أن الطفل المولود هو ابنه من صلبه ، و أنه نتيجة علاقة جنسية غير شرعية بينه و بين ” فطومة ” و التي ظلت وحيدة من دون زوج بعد أن رفض ” علي” الاعتراف بما سمي زواجه، و بالتالي فقد غاب عن حفل العقيقة كما كان متوقعا لاعتبارات متعددة و منها على وجه الخصوص ، أن الابن ليس له.
بعد هذا الحدث البشع ، اصبح الجيران ينادون ب” بوعزة اللعين ” أو ” اللئيم ” ، نظرا لكونه كان يرتكب المحرمات ، و لا يقيم أي اعتبار لعلاقة الدم و القربى .
تولى هذا الأخير تربية ابنه ” محمد ” و شمله بكثير من الحنان و العطف ، و وفر له كل ما يحتاجه ، و اشترى له من الملابس و اللعب أفخمها
كبر الابن ” محمد ” و أصبح مراهقا ، يتابع دراسته في إحدى إعداديات المدينة .
كذلك كثر الكلام في الحي عن العلاقة الجنسية المشبوهة التي كانت قائمة بين ” بوعزة اللعين ” و فطومة” . و كانت اصداءها تصل للابن ” محمد ” .
و لوضع حد للأقاويل و الإشاعات و كذا للشك الذي أصبح ينتاب زوجته ، قرر ” بوعزة ” كراء منزل لتسكنه ” فطومة ” غير بعيد عن منزله ، و احتفظ بالابن ” محمد ” لديه ، يرعاه و يربيه .
المنزل الذي أصبحت تسكنه ” فطومة ” بإرادة ” بوعزة اللئيم”
كان يتكون من طابق سفلي تعتمره هذه الأخيرة ، و طابق علوي تسكنه صاحبة المنزل الأرملة بمعية بناتها الأربعة.
مر بعض الوقت على انتقال ” فطومة ” إلى سكناها الجديدة، و بلغ إلى علم الجيران ، من خلال صاحبة المنزل ، أن ” بوعزة اللعين ” كان يتردد عليها ليلا ليمارس الجنس معها ، ثم ينسحب من منزلها قبل أذان الفجر .

يتبع…

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading