وإذا النخلات سئلت… بمدينة القصر الكبير

18 يوليو 2023

بقلم: عبد القادر الغزاوي

ويسألونك عن النخيل ، قل هي رمز مدينة القصر الكبير، وزينة مسجد وضريح سيدي يعقوب الباديسي ( 640 – 724هـ / 1243- 1325م ) … فبعد تدمير كل آثار مدينة القصر الكبير العريقة والتاريخية والعلمية ، وأذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: السور الموحدي التاريخي ، والقصبة دار المخزن التي تحولت إلى فندق جوهر الذي تم به الاحتفاظ بجثة ملك البرتغال دون سيبستيان بعد موته في معركة وادي المخازن الشهيرة التي وقعت في عهد الدولة السعدية (1554 – 1659م)، بتاريخ 4 غشت 1578 م ، بالقرب من مدينة القصر الكبير بشمال المغرب، على ضفاف ” وادي المخازن ” ( جماعة السواكن ) ، والمقبرة التي تضم ضريح وقبر الولي الصالح سيدي عبد الله المظلوم ، وقبور بعض العلماء والشهداء ، والمدرسة الأهلية البوعنانية ، وحديقة السلام ، وساحة مولاي المهدي ، وفندق إسبانيا ، وسينما مسرح بيريس كالدوس ، وسينما أسطوريا ، والسينما العريانة، وساحة الحفلات قبالة سينما أسطوريا ، وملعب كرة اليد (ماري نيسطاس) قبالة بناية البريد، ومقر الإذاعة ، ومقر متحف المدينة ، وقصر دار غيلان ، وغيرها .
والآن جاء دور قطع النخلات الباسقات الموجودة بضريح سيدي يعقوب الباديسي بعدوة الشريعة ، الذي يعد من أولياء وصلحاء المدينة ، رغم أهمية كونها تتميز بأحجامها الكبيرة وطول أعمارها ، ولها تاريخ عريق وقديم ، وتعتبر من رموز المدينة ، ومعلما من المعالم المميزة لمدينة القصر الكبير، وكانت تتخذ شعارا للمدينة ، حيث كانت تزين بها اللوحات الإشهارية والرياضية ، وتطبع على طوابع البريد سابقا ، ولا زال جامعو الطوابع البريدية وبعض السكان يحتفظون بها . علما أنها تضفي جمال وروعة على المسجد والضريح والحي الذي توجد به . ونحن نعلم أن الأشجار تعتبر الرئة التي يتنفس منها المواطنون ، والتي من شأنها ضمان تهوية طبيعية وامتصاص التلوث . وجدير بالذكر أنه يستحيل قطع الأشجار مهما كانت الدواعي والأسباب ، إلا القاهرة والتي لا مفر منها . وليس الحل بأن تقطع هذه النخلات ، ولكن القطع يجب ان يكون هو آخر ما يفكر فيه ، أي بعد دراسة جميع الحلول الممكنة ، لأن قطع النخلات يعتبر انتهاكا للبيئة والطبيعة ، وينجم عنه آثار سلبية على الإنسان والبيئة ، ناهيك من تأثيرها على الإنسان وجمال المسجد والضريح والحي ، فهذا العمل يدخل في سوء التدبير العاقل للحفاظ على مآثر وتراث مدينة القصر الكبير، منها المباني والنباتات بمختلف أشكالها وأنواعها …
مما سبق يتبين أن قطع النخلات يرمي إلى القضاء على مآثر ورموز المدينة، وهي مؤامرة يراد بها القضاء على تاريخ المدينة وأثارها . وهذا لا يجوز السكوت عنه لأن التفريط ببعض الأشياء سيِؤدي لا محالة إلى التفريط بكل الأشياء من غير تمييز .
فقد قتلت النخلة الباسقة وأخواتها، فالتاريخ يشهد على ذلك. إنها جريمة في حق تراث ومآثر التاريخية والعمرانية بمدينة القصر الكبير…
قتلتم النخلة الشهيدة وأخواتها ( وصار بوسعكم أن تشربوا كأسا على قبر الشهيدة ) ، من قصيدة بلقيس للشاعر نزار قباني .

اترك رد

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading