هيكلة الحقل الديني

2 يونيو 2023

ذ. حميد الجوهري

( كتبت هذه التدوينة بسبب منكر أنكرته بأحد مساجدنا)

انطلقت استراتيجية إعادة هيكلة الحقل الديني بالمغرب سنة 2004، كمشروع إصلاحي تبناه ملك المغرب، بدءا بتعيين مجلس علمي أعلى و مجالس مجالية عبر التراب المغربي، هذه الاستراجية التي ووجهت بقدر كبير من الريبة من أطراف تتوجس من كل ماهو رسمي..، ربما لأنها شعرت بأن مكاسبها قد تضيع أو قد يتم التضييق عليها..، و رحبت أطراف أخرى بهذا الإصلاح، بل انخرطت في هيكلته كما هو الشأن بحركة التوحيد و الإصلاح، ليس كتنظيم، بل بأفراد كانوا نشطين بفروعها، نذكر من ألمعهم الشيخ فريد الأنصاري رحمة الله عليه و الشيخ الروكي و آخرون كثر..!
ومع توالي السنوات، و تخرج أفواج من الخطباء و الوعاظ و المرشدين، و علو شأن العلماء من أعضاء المجالس العلمية، تبين أن هذا الخط الإصلاحي، كان مكرمة ربانية على هذا البلد، و قانا بها شر فتن التمذهب، حيث لا قطار إلا قطار المالكية و العقيدة الأشعرية، و أهم مكسب هو حماية المساجد من سطوة غير سطوة العلماء و مناديب الأوقاف و المرشدين المتخرجين من مدارس التكوين الرسمية، فحمى الله بعزيمتهم ورد التلاوة الجماعية للقرآن الكريم ، و فضيلة الصلاة على النبي و الدعاء الجماعي..، و كثر حفاظ القرآن حتى علا نجمهم بين الأمم، فإذ بمغربنا سلطان الأمم..، كما تمت هيكلة التعليم العتيق، فاتسعت دائرته، و اعترف بشواهده و إيجازته، و غزت أطره أفريقيا و أوروبا و العالم، مبشرة الناس بأن شمس الله سطعت من أرض ظلمها الشرق حقبا..!
لكن، مع هذه النجاحات، لا بد من مزيد يقظة، مع موجة جديدة من الوافد من أشكال التدين، التي لا تنضبط لعلم و لا لقرار سيادي بمساجدنا، فيثير ناشطيها قدرا من الفتن بين المتدينين و المصلين، فيصدرون الفتاوي بجرأة زائدة، مستغلين بعض الجهل أو الفراغ، و معلوم أن هذه الفتن هي سبب من أسباب نزول الإصلاح..، فإذا غفل عن هذا الأمر من لهم الوجاهة، مالت الكفة جهة الوافد، و هي فتنة نائمة لعن الله من أيقظها..!
و الله ولي المصلحين

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading