الحاج محمد ادريس بلفاسي الدريبي نموذج لإدراك عمق الارتباط بالوطن

16 أبريل 2023

 

ذ . عبد المالك العسري : 

من بالغ الصعوبة الحديث بإفاضة وعمق عن إنسان في مستوى المرحوم الحاج محمد ادريس بلفاسي الدريبي ، رغم ما كتب عنه لحظة الذهول برحيله غير المتوقع ، إذ كل ما كتب عنه وما قرأناه وما سمعناه يوم جنازته سوى انطباعات مؤلمة عن لوعة الفراق .
ربما لم تنجب الرياضة القصرية منذ نشأتها رياضيا ملتزما بقضايا تكوين وإعداد الاجيال ،وكم يسعد القصريون اطلاق اسمه على إحدى المنشآت الرياضية وإن كانت دعوات سابقة قيد حياته ليحمل الملعب البلدي اسمه لانه هو من وضع لبنات بناء الجدار الذي يحيط به بعدما كان محاطا بسياج من قصب ،فهذا الرجل النادر يجب ان يظل كوشم في ذاكرة الاجيال كرمز من رموز المدينة ووفاء لروحه السمحة اقترح تجميع مقتنياته وصوره ووضعها في المكان الذي يليق بها ،
الحاج محمد ادريس بلفاسي الدريبي مغربي اصيل بدء من سمرته وانتهاء بقدرته على الصمت ولكنه نموذج لإدراك عمق الارتباط بالوطن ،هو الذي اخذ بزمام المبادرة الرياضية الى جانب تلة من الوطنيين بعد الاستقلال يوم كانت المسالة الرياضية ليست من الاولويات القصوى ،والقضايا الملحة لبناء مغرب الاستقلال ولكنه بحسه ادرك ان العقول لا تبنى خارج الاجسام الرياضية السليمة وان الرياضة تهذيب ،وها نحن نجني ثمار ما زرع الحاج ادريس الدريبي ورعيله الاول ،هم صانعو هذه الانتصارات .
معك سيدي الحاج تعود الذاكرة الى زمن الكبار الذين يغيبهم الموت وكانه يريد الاقتصاص منا ،كنت ذلك الرجل الهادئ الصامت ولكن على هدير انجازات وصامت على لجة نجاحات ومتواضع على كبر اخلاق ووديعا على معرفة وخبرة .
لقد قطع الفقيد ما يكفي من التقلبات والظرفيات في حياته التي ندرها للرياضة بتواضع كان حريصا عليه ولا يضع نفسه ابدا في الواجهات الشيء الذي اكسبه احتراما وتقديرا وصداقات بعضهم يحيون ذكراه معنا في صمت ، نفس الصمت الذي جعله قاعدة لسلوكه ، يحكي من عاشروه عن قرب ان الرجل كان يبرز المزايا عوض العيوب وهو سلوك نادر .
فالسلام عليك سيدي الحاج وحدك كنت مدرسة رياضية متكاملة الابعاد والزوايا طبعت بصماتها المؤثرة على الاجيال، وتجربة مدرستك ليست كاي تجربة ،تجربة فريدة واجهت العقبات وقلة الامكانيات ، ها انت ترحل في صمت وسكينة ،وانت لست الرجل العادي او العابر ، رجل بحجم المدينة – القصر الكبير – ترحل وانت تلملم فرحك بما انجزت وما اوفيت وما عهدت وما قدمت ، وقدرك ايها الماهد القائد الرائد الزاهد ايها الصالح الوفي ،ايها الفارس الجواد الاصيل ،الصادق الكبير، ان ترحل ووشاح النصر يلف ما قدمت وما انجزت وما تركت من إرث مبارك من القيم والعطاء للأجيال التي تخرجت على يدك ،نفقدك اليوم ولكننا على يقين اننا سنجدك ماثلا امامنا بما حققته وما قدمت من تضحيات وما اشعته من اخلاق وسيرة عطرة ترحل في شموخ فلا غص الايمان في قلبك ولا فترت الابتسامة على محياك
رحمك الله ايها الفقيد واسكنك فسيح جناته مع الابرار والصديقين وحسن اولئك رفيقا والعزاء لأسرتك الكبيرة والصغيرة ،أنا لله وإنا إليه راجعون

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading