ذ . عبد المالك العسري
…..ادعوكم لمتابعة هذه السلسلة ،نص أدبي “للدكتور عثمان المنصوري “والدخول إلى أغواره وكشف معاني الجمال وموضع الإبداع فيه ، قصة تنشر لأول مرة عبر حلقات
” “البيتو ”
د :عثمان المنصوري – الحلقة 14
ملاحظة: كل تشابه بين شخصيات هذه القصة وأحداثها مع شخصيات وأحداث واقعية هو تشابه مقصود
بدأ اللقاء كالعادة بالسلام بين المتنافسين، وبدا التوتر واضحا عليهما معا، فهما لم يأنسا من قبل كل هذا الاهتمام والشحن العاطفي، والتوتر الناتج عن ثقل المسؤولية الملقاة على عاتقيهما، والآمال المعقودة على فوزهما. وكان الفوز في المباراة الأولى للشريف الذي انتصر بسهولة وسلاسة، في أقل من ساعة. وحين أعلن الخبر للمتجمهرين في الخارج، قوبل من جهة بالتصفيق والزغاريد والأهازيج الحماسية، كما يحدث عندما يسجل فريق هدفا في مقابلة لكرة القدم، بينما علا الصفير من الجهة المقابلة، والاحتجاج، وعلل البعض الآخر نفسه بأن الأمر لم يحسم بعد، وأن الروبيو سيثأر لنفسه في المقابلة الثانية.
وسارت الأمور كما شاء لها الروبيو وجمهوره، حيث تمكن بعد عناء شديد، وفي مقابلة متكافئة من انتزاع الانتصار من الشريف، وتم الإعلان عن ذلك للجمهور، ولكن ذلك أدى إلى احتدام الصراع، والتلاسن والتدافع بين الفريقين، مما اضطر رجال الأمن إلى التدخل مرارا لفرض النظام. بلغ التوتر بين الجمهور غايته، بعد أن تساوت حظوظ الرجلين، واقترب موعد الحسم، وصادف ذلك وصول موعد الاستراحة، فتم الإعلان بأن اللقاء الحاسم سيبدأ مع الساعة الثالثة زوالا. وخرج الجميع، إلا بعض المدعوين الذين أقام الباشا على شرفهم مأدبة غذاء.
وقبيل الساعة الثالثة، وصل الجميع إلى قصر البلدية، وسط زحام شديد من المتابعين من الفريقين وتوصيات ب”التهللو” ودعوات بأن يحفظهما الله من “العكوسات”، والعين، ورفع البعض الشعارات التي يرفعونها في مقابلات الكرة، لكن سرعان ما أوصاهم بعض المؤطرين بتجنب ذلك