
إشراقات ثقافية
من تقديم أمينة بنونة
المجتمع القصري في المنتصف الاول للقرن العشرين -احداث وعادات-
للمرحوم محمد بن عبد الرحمان بنخليفة الخليفي
المكتبات ودورها
لم تكن المكتبات مقتصرا وجودهها على أسرة الطود أو الجباريين من علماء المدينة وفقهائها، بل أن جل أولئك الذين استطاعوا تحصيل العلوم خلال الربع
هذا القرن. قد عملوا على تكوين مكتبات خاصة بهم تضم رفوفها مختلف الكتب العربية ولهم حرص على جني ثماراتها، فمولاي الصادق الريسوني
والفقيه السيد أحمد الناصري وبعض فقهاء اسرة نخشی کالقاضي علي نخشی والفقيه بوعسرية الفاسي والسيد محمد البقالي والسيد المفضل الجباري والفقيه
القنطري محمد والفقيه محمد الدغاي والفقيه احمد الدغاي والسقال والفقيه عبد الله الجباري والسيد أحمد قدامة الشاعر والسيد محمد نخشى القاضي والسيد علي البقالي الريفي والسيد أحمد المرتجي السوسي وغيرهم، ممن كان له ولوع بجمع الكتب، كان جميعهم يتوفرون على مكتبات بيتية متنوعة في محتوياتها.
كان لهذه المكتبات دور في نشر المعرفة واستفاد منها جيل الأربعينات ومن بعده عن طريق الإعارة لتلك الكتب والإطلاع على بعض موضوعاتها، ومن
نافلة القول أن هذه المكتبات ضمت كتبا في الأدب القديم والحديث واشتملت على كتب في علوم العربية وأصولها وبعض هذه المكتبات كانت تتوفر على كتب
في المنطق والفلسفة والتاريخ والجغرافية والرياضيات والفلك وتملك نماذج من الأسطرلابات والبوصلات غير أن الاستفادة من هذه الكتب الأخيرة كانت قليلة نظرا لحاجة هذه الكتب إلى أساتذة مختصين.
كان جيل الأربعينات قد أصبح مهتما بشراء الكتب وخاصة تلك الكتب التي كانت ترد من الشرق وتهتم بالقضايا الأدبية والصراعات الفكرية والاجتماعية بالإضافة إلى المجلات دات الطابع الأدبي،وعادة ما كانت تلك الكتب والمجلات ترد على القصر من طنجة أو تطوان وبعضها من فاس فكان بين القصر الكبير وهذه المدن تواصل فكري وثقافي. (ص 127/128)