إشراقات ثقافية
من تقديم أمينة بنونة
المجتمع القصري في المنتصف الاول للقرن العشرين -احداث وعادات-
للمرحوم محمد بن عبد الرحمان بنخليفة الخليفي
-إنشاء المطبعة بالقصر الكبير
كانت اول مطبعة نشأت في القصر الكبير توجد بحي السويقة الكبرى بالقرب من مسرح بريس كالدوس، ويظهر ان ذلك كان مع بداية الثلاثينات وبجوارها كانت توجد إدارة الصحفي الأسباني كالبينيو calvino، ويظهر أن هذه المطبعة كانت تعمل على نشر المنشورات الحكومية، ومع ما يتبع ذلك من المعايدات والدعوات أو ما كانت جريدته تنشره من قضايا، والتي كان عنوانها anunciador de comercial اننوسيادور دي الكاسر، وكانت هذه الجريدة تهتم
بأخبار المدينة وما يروج فيها من أحداث اجتماعية ولربما انتقد بعض المسؤولين الأسبان، فكان بعضهم يطلق عليها اسم الثيباطو دي الكاسر أي جاسوس القصر الكبير ،
أما المطبعة الثانية التي أنشئت بعد اختفاء الأولى فقد كان مقرها بحي سيدي أحمد التلمساني بإحدى المحلات التابعة لأملاك الرمقيين، وقبالة دار بنونة الحالية، وعرفت هذه المطبعة باسم مطبعة باديو نسبة إلى منشئيها وصاحبها السينيور خوسي لويس باديو، وذلك خلال الثلاثينات وجزء من الأربعينات .
وقد عمل فيها بعض المغاربة مثل السيد الطيب بومدين الجزائري الأصل.
أما المطبعة الثالثة فهي تلك التي أنشأها كذلك السيد باديو في مدخل حي
سكرينيا أو حي الأندلس الحالي، وكانت أكثر امكانيات وأوسع مساحة وتميزت باستخدامها آلة الطبع بالاسبانية والعربية، واستمرت نشيطة خلال الأربعينات
والخمسينات من القرن العشرين إلى أن غادر صاحبها البلد بعد الاستقلال،حيث أقفلت محلها لم يعد اليوم إلا محلا لسكنى أحد أبناء هذا البلد، ويلاحظ ان المغاربة الذين عملوا فيها السيد محمد بن عبد السلام العمراني والسيد الروسي من أبناء القصر ونجبائه.
(ص.47/48)