إشراقات ثقافية
من تقديم أمينة بنونة
المجتمع القصري في المنتصف الاول للقرن العشرين _احداث وعادات-
المرحوم الأستاذ محمد بن عبد الرحمان بنخليفة الخليفي
بعد نشر دراسة الأستاذ الدكتور مصطفى يعلى (صراع المرأة والرجل في القصص الشعبي)، ضمن حلقات (إشراقات ثقافية)، طوال العشرية الأولى من شهر رمضان المبارك؛ يسر نوفوم الإخبارية الثقافية، أن تتابع التعريف ببعض جهود كتاب وباحثين ومبدعين ينتمون إلى مدينة القصر الكبير، وذلك بعرض منتخبات من كتاب (المجتمع القصري في المنتصف الأول للقرن العشرين: -أحداث وعادات-)، للمرحوم الأستاذ محمد بن عبد الرحمن بنخليفة الخليفي.
القضاة والقضاء
كان مقر القاضي عند دخول الحماية بباب الواد وبجانب دار القاضي بالقطانين وكانت له بنيقة يدير بها الأعمال، وفي العشرينات تحولت إلى إدارة بالقرب من الجامع السعيد وبها القاضي والعدول، إلى إن تحولت في الثلاثينات إلى ساحة مولاي المهدي. ومن أهم القضاة الذين عرفهم القصر: السيد المرير التطواني والسيد محمد بن الطاهر الزواق المتوفى 1347 دفين ضريح مولاي علي بوغالب، والقاضي مولاي الصادق التطواني، ثم السيد أحمد بن عبد السلام الطود خليفة القاضي والقاضي السيد علي نخشى والقاضي السيد العياشي اليملاحي، واستمر في هذا المنصب إلى نهاية عصر الحماية.
كان هؤلاء القضاة يسهرون على قضايا الأحكام الشرعية وينظرون في الدعاوي والمقالات والفتوى وفقه المذهب المالكي وما جرى به العمل، ولا وفقة يقبلون تدخل سلطات أخرى من قضايا الشرع وكل هؤلاء القضاة يقصرون تواجدهم على الإدارة والبيت ونادرا ما تجدهم يشاركون العامة سوقا أو مكانا آخر، ولا يلجون الحمامات إلا عند خولها من الناس، أو يحضرون المناسبات والحفلات اللهم إلا إذا كانت من سلطات عليا. وكان لكل قاضي مشاور معين ويتحرجون من إصدار الأحكام في رمضان، ويتميزون بحسن الهندام ويصاحبوهم الأعوان في تنقلاتهم، ويفسح الناس لهم الطريق وهم على هيبة ووقار، وكان يوم الأحد من أهم أيام تسجيل الوثائق وإبرام العقود وخاصة لأهل البادية من قبل العدول ومن أهم مشاوريه السيد بوقاع وحمودة العرائشي.
ص. ( 12/20).