يوسف أيها الصديق أفتنا في بقرات عجاف

31 مارس 2023

د . محمد عز الدين البدوي

ولست أدري ماقصة البقرات المستوردات من البرازيل ؟
يقال : من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب، قلت: لعل الله ينفع بهذا العجيب العجاب .
ونحن في شهر رمضان الفضيل ، شهر الخيرات والبركات ، شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار ، موسم تلقي الفيوضات الربانية ، حيث الإيمان يرتفع ، والشياطين تصفد ، إلا ماكان من شياطيننا الذين لا يصفدون لا في رمضان ولا في غيره من الشهور.
ومع ارتفاع منسوب الإيمان تجند إبليس الخسيس ومعه أصحابه الجاثمين على رقاب المستضعفين ، يسوموننا الخسف ويضربون على خدنا بالكف ، أشعلوا فينا نار الأسعار ، ونادوا في صعيد واحد : أعلوا هبل!!!!!
زادوا في ثمن المحروقات ، فزادت النار اشتعالا ولهيبا.
أعلوا مناة!!!!! فزادوا في ثمن الزيوت ، فزادت النار توهجا وإحراقا .
قالوا : أعلوا الثالثة الأخرى!!!! فزادوا في كل المواد وتركوا الملح ، قلنا : الحمد لله بقي الملح على حاله !!!!
قلت : شكرا لك آمون، كنت قد أخبرتنا وقولك الحق، ستعيد تربيتنا( نعاودكم بالترابي) ، ها قد وفيت !!!!!
كنا نحن المداويخ قاطعنا الحليب والماء وحتى إفريقيا، فها نحن اليوم نشتري الحليب بأربعة دراهم والبطاطس والطماطم بعشرة ويزيد، والبصل بخمسة عشر أما الفلفل نسأل عنه في كل مرة ولا نشتريه ، وقد جعلنا (البيتزا) بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ، الفلفل أصبح يوضع في رفوف الفواكه الاستوائية ، تجاوز الكيوي، والأڤوكادو، والأناناس والمانݣا ……

قلت: صدق الإمام علي عندما شكوه غلاء الزبيب، فأجابهم وهو باب العلم ورابع الخلفاء الراشدين وابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوج فاطمة البتول وأبو الحسنين : ” أرخصوه بالتمر” .
سمعت منادي ينادي من فوق عربته : ” الفول ثلاثة دراهم ، الفول ثلاثة دراهم ، هرعت إليه ولم أعقب، فألفيت جموعا من الناس التفت حول الرجل ، كلهم يناديه ( الميكة من فضلك )
أخرجت من جيبي الصغير قطعة معدنية كنت أرجو الله تعالى أن تكون عشرة دراهم عوضا عن الدرهم او الدرهمين ، ناولتها الخضار القديس، صاحب المعجزة – إذ اجتمع عليه من الناس ما لم يجتمع على غيره – ومد لي حاجتي من الفول الطري الحديث عهد بربه ، اللذيذ ، الذي يتميز بالعديد من الڤيتامينات وحتى النشويات والبروتينات ،ووو…. هكذا بدأت أعدد مزايا الفول ، وقيمته الغدائية ، حتى بالغت ، ربما جعلته اللحظة أفضل حتى من لحوم العجول ، تلك المستوردة من البرازيل، وبدأت أشرح لي وأقنع نفس بخطورة اللحوم وأضرارها وسمومها، أبرح اذكرني بجنون البقر ، وأتحجج بعدم صلاحية اللحوم ، وبدأت أقنع نفسي بالمؤامرة الخارجية عن طريق هذه الأبقار، وفتحت النقاش مع نفسي ، كما كنت أفتحه زمن اللقاح والكورونا.
حتى خلصت بعد جهد جهيد أن هذه الأبقار فيها إن!!!!!
ما شأننا نحن بالبقر؟ نحن في حاجة للبطاطس والطماطم والبصل .
قلت في خيالي : ماذا لو حملت عصاي وضربت تلك البقرة العجفاء البارز عظمها ، حتى تخبرني بحقيقة ما يجري في وطني .

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading