مونى المجدي :
يؤسفني جدا ما تؤول اليه الاوضاع في مدينتي الابية القصر الكبير من حيث سوء التدبير الجماعي مع التمادي في التبذير للمال العام في انشطة رياضية و ثقافية لا تعني المواطن البسيط في قفته اليومية، يراد منها خلق البوز امام الراي العام الوطني اسوة بالفيلم المغربي كوكو بنات.
و باعتباري متضررة من التسيير الغير العقلاني للاغلبية المشكلة للمجلس الجماعي بخصوص التعويض عن استغلال مقر منزلنا كمنطقة خضراء و ليتها تكون كذلك، فكلنا نعلم موقع العقار و ما يحيط به من معالم تاريخية و اقتصادية.
يؤسفني سيادة رئيس المجلس الجماعي، و هاته المرة الثانية التي اذكر فيها هاته الكلمة، تراجعكم عن وعودكم بعدما قمنا انا و اخي بالتوقيع على محضر اتفاقي بخصوص مبلغ التعويض، بحضور المسؤول عن القسم المعماري و ممثل المصالح و سيادتكم الموقرة، على اساس انكم ستباشرون المسطرة الادارية، لكنكم بالمقابل امام تعنت زوجة الوالد رحمه الله بالقبول بالقسمة الشرعية و المنصوص عليها في القوانين الصادرة بالجريدة الرسمية المتعلقة بالاملاك المخزنية في مادة وفاة الهالك و حلول محله الابناء و الارامل، اخترتم طريقة الاستفراد بكل طرف على حدة و نتيجة لتداعيات توقيع المحضر الاتفاقي، قام الطرف الاخر بشكاية كيدية كاذبة امام السلطات الامنية و تغيير مفاتيح المنزل و وضع كاميرا.
و في سياق تسهيل مسطرة استكمال الاجراءات الادارية و بطلب منكم قمنا بوضع شكاية لدى ادارة المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي من اجل التدخل للاسراع بمسطرة التعويض و ان المنزل ايل للسقوط نتيجة للخبرة التي تزعمون ان مكتب خاص قام بها، و باعتبارنا متضررين من تدبيركم لهذا الملف، حيث كنتم تؤكدون في كل الاتصالات التي اجريناها معكم ان بعد تنفيذ مسطرة الافراغ، سيتم ايجاد حل للملف نهائيا، الا اننا تفاجئنا بكلام مغاير لتصريحاتكم السابقة في اجتماع مصغر ضم مستشارين و من بينهم مستشار محسوب على الاغلبية و على المعارضة في الولاية السابقة، حيث كان يدافع باستماثة عن حقنا بالتفويت ويؤكد ضرورة رفع المجلس البلدي يده عن قرار نزع الملكية، حتى تتم استفادتنا اسوة بباقي الموظفين الذين كانوا يشغلون منازل تعود الى الاملاك المخزنية، و مدينة العرائش خير شاهد على ذلك حيث شهدت عمليات تفويت منازل لموظفين سابقين بنفس الادارة(المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي باللوكوس) ، لكن اليوم تغيرت المواقف و لغة الكلام و صرنا في حكم المطرودين من منزلنا، كما نتفاجؤ بمحاولة الاغلبية المسيرة للمجلس ايجاد ثغرة قانونية كي تخرج جميع الاطراف خاوية الوفاض، دون تعويض و لا تفويت بعدما يتم استكمال مسطرة تنفيذ حكم الافراغ.
سؤال ثم سؤال سيدي الرئيس:
ما دام المنزل في اعتبار، حسب رايكم و حسب تقرير الخبرة المقامة من طرفكم و التي اسندت الى احد المكاتب المختصة منذ اكثر من ثلاثة سنوات، ايل للسقوط و باعتبار ان القانون يمنحكم التصرف العاجل امام هاته البيوت لما تشكله من خطر على المواطنين، لماذا لم تتحركوا في الوقت المناسب من اجل ايخلاء المنازل و هدمها ما دامت تشكل خطرا على المارين؟ و ماذا تنتظرون..هذا ان دل فانما يدل ان واقع الحال مغاير للخبرة و انتم على يقين تام من ذلك ولكم واسع النظر؟.
ثم سؤال اخر، لماذا الجمود في الاسراع بحل هذا الملف؟، اليس المواطن القصري يحضى عندكم بالمقام الاول، هذا المواطن المغربي الذي يوصي به دوما صاحب الجلالة الملك محمد السادس في خطاباته التوجيهية و الارشادية لنواب الامة، المواطن اولا ثم السياسة ثانيا..
لقد شردتمونا بفعل تعاطيكم السلبي مع الملف، و وعودكم و التي اثبت واقع الامر، ان لا مصداقية لها، و ابعدتمونا عن منزلنا، في الوقت الذي استقبلتم فيه البطل الدولي اشرف حكيمي و والدته، استقبال الابطال و اسرفتم المال العام، متناسين ان مكان اللاعب الدولي الطبيعي هو الملعب في الدفاع عن القميص الوطني و الراية المغربية و ليس حول مائدة البيصارة، و غير مكثرتين بالازمة الاقتصادية و التي تستدعي التقليل من النفقات و ما خفي وراء هاته الحفاوة، كان اعظم..كلنا ابناء المدينة و نستحق نفس المعاملة، و الان في المرحلة الاخيرة لهذا الارتباك في ايجاد الحلول المناسبة، تطلبون منا ان نسلك مسطرة غير شفافة مع السلطة القضائية.
نعلم جيدا اننا اصحاب حق، و نناشد التنسيقات النقابية الثلاثة و التي سبق لها ان تضامنت معنا و تبنت الملف في بداية النزاع، ( UNTM ،UGTM ،UMT ), ان تقف بجانبنا، فكما لا يخفى على الكثيرين من ساكنة المدينة، ان والدي رحمه الله، كان من الوجوه المشرفة و المعروفة بحزب الاستقلال، و للاسف فان هذا الحزب العتيد الذي يشكل حلقة من اغلبية المجلس، لم يعبر عن موقف خاص في الملف، يحمد عليه من هذا التعسف الاداري.
تذكر سيدي الرئيس و انت محاط بابنائك و احفادك حفظكم الله جميعا، حول مائدة الافطار في هذا الشهر المبارك، ان الغصة لم تفارق صدري، و ان الفرحة تغيب عنا، تلك الغصة نفسها التي توفي بها والدي رحمه الله بسبب عدم استكمال اخر حلقات عملية التفويت نتيجة تدخلكم و ادراج الموقع كحديقة عمومية في غياب تام لتصميم التهيئة..و ان ابنائي حرموا من بيت جدهم لا لشيء، فقط لاننا اردنا بحسن النية و بالتراضي تسوية الملف اداريا و قانونيا دون الدخول في المساطر القضائية.
ان تتحمل المسؤولية يقتضي حل مشاكل المواطنين وفق المساطر الادارية و القانونية بعيدا عن الشعبوية و اعطاء الحلول لكل طرف بما يناسبه، فترضية الخواطر شفهيا لا يجوز بل يتطلب الارادة القوية لتنفيذ المقررات الاداية او رفع اليد عن العقار بصفة نهائية، ( ما هكذا تورد الابل).
و في الاخير، اناشد ساكنة المدينة و الضمائر الحية داخل الاغلبية المسيرة للمجلس و المعارضة ايضا، ان تخرج بمواقف صريحة فيما يحدث من شطط في استعمال السلطة و تعسف اداري جلي، فالامر ليس بالهين كما يبدو للبعض، و من المرتقب ان يأخد مجرى مغاير، و كما اقول دائما المغرب دولة مؤسسات و ليس دولة اشخاص، و القادم صادم.
{وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا}.
{فأما اليتيم فلا تقهر}.
