البيتو (7)

30 مارس 2023

عبد المالك العسري

…ادعوكم لمتابعة هذه السلسلة ،نص أدبي “للدكتور عثمان المنصوري “والدخول إلى أغواره وكشف معاني الجمال وموضع الإبداع فيه ، قصة تنشر لأول مرة عبر حلقات
” “البيتو ”
د :عثمان المنصوري – الحلقة 7
ملاحظة: كل تشابه بين شخصيات هذه القصة وأحداثها مع شخصيات وأحداث واقعية هو تشابه مقصود
** بعد انتهاء أسبوع الاستراحة، حل اليوم الموعود، وحسب الاتفاق تقرر أن تبدأ المقابلة على الساعة الحادية عشرة صباحا، وتمت كل الاستعدادات لإجرائها في أحسن الأحوال. ولوحظ توافد عشرات من القصريين على المدينة، وتقاطر العديد من سكان العرائش على المقهى. واحتل البعض منهم أماكنهم فيها منذ الساعة العاشرة. ولم يخل الأمر من تجاذب بين المتفرجين، في إطار الدعابة المعروفة بين سكان المدينتين. قدم الشريف العسري محفوفا ببعض أنصاره ومعارفه، وتلاه خاي احمد الروبيو، مع بعض مرافقيه، فسلما على بعضهما البعض وجلسا متقابلين في انتظار بداية المقابلة. كانت هناك حركة موازية لعمل اللجنة، لم يكن لنا بها علم، فسلطات المدينة اهتمت بالأمر، ومنذ الصباح الباكر، حل بعض المقدمين لمعاينة المكان، ثم تلاهم بعض موظفي البلدية ورجال الأمن. وتحسبا لأي انزلاق لا تحمد عقباه، وصل بعض رجال الشرطة في زيهم الرسمي، وبعض المخازنية، مما أضفى على المسابقة طابعا رسميا. وقبل بداية المباراة وصل قائد المقاطعة، وأفسح له مقعد بجوار اللاعبين، وسلم عليهما، وبعد حوالي ربع ساعة، اعتذر لهما ونهض من مقعده، وترك فيه أحد مساعديه، وخرج مدليا ببعض التوصيات لمساعدين آخرين في الخارج. قررنا، زيادة في الاحتياط، أن تجري كل مباراة بنرد جديد. وتلونا على مسامع اللاعبين شروط المسابقة. وقبل أن يشرعا في اللعب، نادى عليّ الشريف، وهمس في أذني قائلا: لا يمكن أن تخصص كل مقاعد المقهى للعرائشيين، ويظل القصريون خارجا. فطلبت منه إمهالي بعض الوقت، فقد كان على حق، ولابد من تكافؤ الفرص، فتحدثت مع باقي اللجنة في الأمر، واتفقنا على تخصيص نصف المقهى للقصريين والنصف الآخر للعرائشيين. وتطلب التنفيذ ما يقارب الربع ساعة، ولذلك تأخر انطلاق المباراة الأولى. لا يمكنني أن أنقل تفاصيل المباراة بكل أمانة ودقة لأن ذلك يتطلب وقتا الزجاجية، بطريقة تجعله يتراقص قبل أن يستقر نهائيا، وتبلغ المتعة منتهاها عند كل لاعب حين يتوج حركته بالرقم المطلوب الحاسم، فيرفع يده عاليا، ويصيح بخصمه صيحة النصر التي أسلفنا الحديث عنها ، ويقول له، نوض. أي ارفع قرصك وأعده إلى الدار، أو انهض فقد انهزمت في المقابلة. أكبر، ولكن اللاعبين، كانت لهما شخصيتهما في الجلوس وإمساك النرد، وإلقائه على الرقعة

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading