
ذ . عبد المالك العسري :
..أدعوكم لمتابعة هذه السلسلة ،نص أدبي “للدكتور عثمان المنصوري “والدخول إلى أغواره وكشف معاني الجمال وموضع الإبداع فيه ، قصة تنشر لأول مرة عبر حلقات
” “البيتو ”
د :عثمان المنصوري – الحلقة 6
ملاحظة: كل تشابه بين شخصيات هذه القصة وأحداثها مع شخصيات وأحداث واقعية هو تشابه مقصود
لم يكن تنظيم المسابقة والإشراف عليها في مدينتين وتتبع تفاصيلها وحاجياتها شيئا سهلا ومريحا كما يبدو من رواية أحداثها. ففي كل يوم كانت تصادفنا صعوبات، بعضها مادي، مثل تنقل المشاركين والحكام، وبعضها متعلق بفرض جو هادئ داخل المقهى، ومنع المتفرجين من التدخل، أوما نسميه التنبار، أي اقتراح لعبة على اللاعبين، أو إحداث الضجيج، او التدخل لتهدئة اللاعبين، الذين غالبا ما يختلفون ويحتدون ويتبادلون التهم عن الغش أو القْريص أي التلاعب للتحكم في رقم النرد، أو تفسير القانون وهو ما كان الحَكم يحسم فيه، وكثيرا ما كان أحدهم يقوم غاضبا من مكانه ويغادر المقهى، أو لا يحضر لعذر ما. لذلك كانت أيام الاستراحة ضرورية لنا، خاصة أننا لم ننقطع عن عملنا، كما يفعل عادة بعض الأساتذة المنهمكين في إعداد الأنشطة الاحتفالية بمناسبة عيد العرش.
قبل أن نستأنف البطولة بإجراء الأطوار النهائية بين بطلي المدينتين، بدأت تظهر بعض الصعوبات. وكان علينا أن ننظر في أول مشكل وهو احتجاج بعض ساكنة القصر الكبير على إجراء المباريات في العرائش. اعتبروا أن في ذلك تمييزا لممثل هذه المدينة، ومسا بحظوظه في التأهل. كان قانون المقابلات النهائية يقضي بأن تجري المباريات، في ثلاثة أيام، على أساس ثلاث مباريات في كل يوم. ومن فاز في يومين أو أكثر يربح البطولة. اقترح القصريون أن تجرى مباريات اليوم الأول في واحدة من المدينتين، ومباريات اليوم الثاني في المدينة الثانية، على أن تجري المباراة الحاسمة في مكان محايد، واقترحوا لذلك خميس العوامرة، أو إجراءها جميعها في العوامرة. وكانوا معززين في ذلك من باشا القصر وسلطات المدينة ومنتخبيها الذين رأوا أن العرائش لا يجب أن تستأثر لوحدها بهذه التظاهرة الكبيرة. تطلب الأمر منا يومين من النقاش والذهاب والإياب بين المدينتين، وتوسط رجال السلطة فيهما، لإقناع الجميع أن الأمر لا يتعلق بمباراة في كرة القدم، وأن المكان لا أهمية له، فالمباريات تجري في مقهى محدود الجمهور، ولا أحد يتدخل، والحظ هو من يتحكم في المسألة. وبعد محاولات مضنية، تم الاتفاق على أن تجرى المباراة الأولى في اليوم الأول بالعرائش، والثانية في اليوم الثاني بالقصر الكبير وأن تتم الثالثة في قصر البلدية بالعرائش، بحضور رجال السلطة والشخصيات العامة وممثلي المدينتين في المجلسين البلديين والبرلمان، ورجال لإعلام.
المصدر : https://ksar.es/?p=13249