ذ . ادريس حيدر :
تحركت الأرض من تحت أقدامي، و صاحبها صوت غريب و مفزع .
أُصِبْتُ بالدوار و الرغبة في القيء و انتابني الخوف و الرعب لكوني لم يسبق لي أن عشت في حياتي لحظات مماثلة .
ارتبكت و فقدت ، فجأة، الإدراك ، و لم أعد أدري ما يقع و ما انا فاعل.
استمر اهتزاز الأرض و كل أواني و منقولات المنزل كانت تحدث رنينا مختلفا .
قررت الهروب خارج المنزل للبحث عن ملاذ يُخلصني من الوضعية التي كنت أعيشها و من ثقلها الذي جثم على صدري و كتم أنفاسي.
عندما أصبحت في الشارع ، رأيت غبارا كثيفا يعلو الحي الذي كنت أسكنه، و عمارات تهوي تباعا من الداخل و أخرى تسقط مائلة و تصاحبها استغاثات ساكنيها.
اختلط عليَّ الأمر و احترتُ في اتخاذ قرار ينقذني من ذلك الخطر الداهم و من تلك المطبة الثقيلة ، و ترددت ُ هل اُكمل المشي في نفس الزنقة أم أعدو في اتجاه ضواحي المدينة ، حيث الخلاء ، لأنفذ بجلدي .
تقدمت شيئا ما إلى الأمام، حينها بدأت أسمع صراخا ينبعث من العمارات التي كانت تتساقط و من الأشخاص الذين كانوا يهرولون في كل اتجاه .
كنت أجد صعوبة في الرؤية ، نظرا للغبار الكثيف الذي كان يعلو المكان .
و بعد زمن قصير ، صفت الأجواء بعض الشيء ، فكان المنظر مرعبا ، ذلك أن المشهد كان عبارة عن دمار كبير و شقوق في الأرض و ايادي تبدو من نوافذ العمارات الهاوية و الساقطة و المهدمة ترافقها أصوات مخيفة .
أحسست بمشاعر غريبة و بدأت أهذي و اهمهم
” إنها القيامة الآن…”
يتبع…