القيامة الآن (1)

27 مارس 2023

ذ . ادريس حيدر :

تحركت الأرض من تحت أقدامي، و صاحبها صوت غريب و مفزع .
أُصِبْتُ بالدوار و الرغبة في القيء و انتابني الخوف و الرعب لكوني لم يسبق لي أن عشت في حياتي لحظات مماثلة .
ارتبكت و فقدت ، فجأة، الإدراك ، و لم أعد أدري ما يقع و ما انا فاعل.
استمر اهتزاز الأرض و كل أواني و منقولات المنزل كانت تحدث رنينا مختلفا .
قررت الهروب خارج المنزل للبحث عن ملاذ يُخلصني من الوضعية التي كنت أعيشها و من ثقلها الذي جثم على صدري و كتم أنفاسي.
عندما أصبحت في الشارع ، رأيت غبارا كثيفا يعلو الحي الذي كنت أسكنه، و عمارات تهوي تباعا من الداخل و أخرى تسقط مائلة و تصاحبها استغاثات ساكنيها.
اختلط عليَّ الأمر و احترتُ في اتخاذ قرار ينقذني من ذلك الخطر الداهم و من تلك المطبة الثقيلة ، و ترددت ُ هل اُكمل المشي في نفس الزنقة أم أعدو في اتجاه ضواحي المدينة ، حيث الخلاء ، لأنفذ بجلدي .
تقدمت شيئا ما إلى الأمام، حينها بدأت أسمع صراخا ينبعث من العمارات التي كانت تتساقط و من الأشخاص الذين كانوا يهرولون في كل اتجاه .
كنت أجد صعوبة في الرؤية ، نظرا للغبار الكثيف الذي كان يعلو المكان .
و بعد زمن قصير ، صفت الأجواء بعض الشيء ، فكان المنظر مرعبا ، ذلك أن المشهد كان عبارة عن دمار كبير و شقوق في الأرض و ايادي تبدو من نوافذ العمارات الهاوية و الساقطة و المهدمة ترافقها أصوات مخيفة .
أحسست بمشاعر غريبة و بدأت أهذي و اهمهم
” إنها القيامة الآن…”

يتبع…

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading