البيتو ( 3)

26 مارس 2023

عبد المالك العسري : .
ادعوكم لمتابعة هذه السلسلة ،نص أدبي “للدكتور عثمان المنصوري “والدخول إلى أغواره وكشف معاني الجمال وموضع الإبداع فيه ، قصة تنشر لأول مرة عبر حلقات
“البيتو ”
د :عثمان المنصوري – الحلقة 3
ملاحظة: كل تشابه بين شخصيات هذه القصة وأحداثها مع شخصيات وأحداث واقعية هو تشابه مقصود

لم يكن الإعداد سهلا، ولكنه تطلب ساعات من التدقيق والتمهيد. كان علينا أن نضع تصورا مضبوطا لجميع مراحل المسابقة، وأن نعد قانونا تنظيميا شاملا، تلافيا لأي مشكل قد يطرأ أثناء المقابلات. كما كان علينا أن نتصل بالسلطات المحلية لإعلامها، وشرح أهداف هذه البطولة، وربما تلقي مباركتها ودعمها. تكلف المهدي “القصري” بتنظيم بطولة القصر، مع رواد ناد معروف بالمدينة، والقيام بالإجراءات المحلية الضرورية للتنظيم. كما تكلف المرحوم صقر بنفس الأمر بالمدينة. فكرنا أيضا في مسألة هامة آنذاك، وهي الجائزة. فاللاعبون لن يلعبوا بدون محفز. كنا نعرف مسبقا أن بعض أعضاء اللجنة لا يجب أن يظهروا في الصورة، بسبب سوابقهم في تنظيم تظاهرات ثقافية وقفت السلطة ضدها في البداية، كما حدث عند عرض أول فيلم في إطار نادي السينما، وكان بعنوان: وشمة، في سينما أفنيدا، وتم منعه. لذلك كلفنا عبد المجيد بمسألة الاتصال هذه، فهو معروف باتزانه وحصافته، وعلاقاته بالإدارة وممثلي السلطة بالمدينة جيدة. وحتى نعلن عن حسن نيتنا، قررنا أن يكون هذا النشاط ضمن الأنشطة التي كانت تنظم بمناسبة الاحتفالات بعيد العرش، وبذلك نضمن الحصول على جوائز إضافية. كما وضعنا نصب أعيننا أن ندبر مبلغ عشرة آلاف درهم للفائز الأول، وهو مبلغ كبير آنذاك. ومبلغ 2000 درهم للفائز الثاني. وسعينا بمختلف الوسائل للحصول على اكتتاب بهذا الشأن، وتلقينا مساعدات من بعض الشخصيات في المدينتين، ومن سلطات العرائش نفسها، إذ أن الفكرة لاقت استحسانا من باشا المدينة، وتمكن من إقناع بعض الأعيان بتبنيها ماديا، مما سمح لنا بتغطية نفقات التنظيم كلها.
بقي علينا إقناع اللاعبين، وصاحب المقهى، ولم يكن ذلك صعبا، لأننا فسرنا لصاحب المقهى ما يمكن أن تدره عليه هذه المسابقة من أرباح، كما اتصلنا ب”الموتشو” وهو من رواد المقهى وله معرفة باللاعبين المتميزين، ليختار لنا اللاعبين الذين سيلعبون الأدوار الإقصائية. تطلب الأمر أن نُعرف اللاعبين بقانون المسابقة، حيث يتبارى كل لاعبيْن ثلاث مرات، والمنتصر في مباراتين أو أكثر يفوز ويقصى الآخر. ووقع نفس الأمر بمدينة القصر. وقد لقيت المباريات الإقصائية اهتماما شعبيا متزايدا. وجرت المقابلات بحضور حكام محايدين، عرائشيين في القصر وقصريين في العرائش. تقدم للمسابقة في العرائش واحد وثلاثون شخصا، وطلبنا من الموتشو أن يكمل العدد ليصبح زوجيا، ولا يخلق لنا مشكلا. كما تقدم للمسابقة في القصر الكبير عدد أكبر لكننا حصرناه في 32. وساعدنا في ضبط العدد أننا فرضنا على كل متسابق دفع ثمن المشاركة وحددناه في خمسة دراهم. وقد خططنا لتكون نهاية هذه المسابقة مع مستهل شهر مارس.

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading