وإذا سألوك عن الحب

14 فبراير 2023

الدكتور : محمد البدوي :

وإذا سألوك عن الحب في عيد الحب ، فقل: الحب هو
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (المائدة54).
والحب أيضا هو قوله تعالى: “وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ ۗ “البقرة جزء من الآية 165.
والحب هو قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: فيما رواه ابن عباس رضي الله عنهما (أحبُّوا اللَّهَ لما يَغذوكم من نعمِهِ ، وأحبُّوني بحبِّ اللَّهِ وأحبُّوا أهْلَ بيتي بحبِّي)الترمذي.
والحب هو : “لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين”.
والحب كما فهمه الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه حين قال: “يا رسول الله، لأنت أحب إليّ من كل شيء إلا من نفسي!
والحب كما صححه الحبيب المصطفى في قلب عمر رضي الله عنه حيث قال: لا يا عمر، حتى أكون أحب إليك من نفسك! ”
والحب كما وعاه الصحابة واحتفلوا به وفرحوا به : ” ما فرحنا بعد الإسلام بشيء فرحنا بهذا الحديث (المرء مع من أحب) .
وكان ثوبان رضي الله عنه مولى لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكان شديد الحب له وكان يراوده هذا الهاجس، يخاف ألا يلقى النبي صلى الله عليه وسلم بعد الموت بسبب تفاوت الدرجات، وفيه نزلت آية سورة النساء، قال القرطبي: كان ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم شديد الحب له قليل الصبر عنه، فأتاه ذات يوم وقد تغير لونه ونحل جسمه، يعرف في وجهه الحزن، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:
” ما غير لونك؟! “. قال: يا رسول الله.. ما بي ضر ولا وجع غير أنى إذا لم أرك اشتقت إليك واستوحشت وحشة شديدة حتى ألقاك، ثم ذكرت الآخرة وأخاف أن لا أراك هناك، لأني عرفت أنك ترفع مع النبيين، وأنى إن دخلت الجنة كنت في منزلة هي أدنى من منزلتك، وإن لم أدخل لا أراك أبداً، فأنزل الله عز وجل قوله: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}.
والحب ما عرفه الأعرابي حين هتف بصوت جهوري فقال: يا محمد! فقال له النبي صلى الله عليه وآله: ما تشاء؟ فقال: المرء يحب القوم ولا يعمل بأعمالهم ؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: المرء مع من أحب.
الحب حب عائشة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها حين قالت:واللهِ إنِّي لَأُحِبُّ قُرْبَك وأُحِبُّ ما سرَّك قالت : فقام فتطهَّر ثمَّ قام يُصَلِّي قالت : فلم يزَلْ يبكي حتَّى بَلَّ حجرَه قالت : ثمَّ بكى فلم يزَلْ يبكي حتَّى بَلَّ لِحيتَه قالت : ثمَّ بكى فلم يزَلْ يبكي حتَّى بَلَّ الأرضَ فجاء بلالٌ يُؤذِنُه بالصَّلاةِ فلمَّا رآه يبكي قال : يا رسولَ اللهِ لِمَ تَبكي وقد غفَر اللهُ لك ما تقدَّم وما تأخَّر ؟ قال : ( أفلا أكونُ عبدًا شكورًا لقد نزَلَتْ علَيَّ اللَّيلةَ آيةٌ، ويلٌ لِمَن قرَأها ولم يتفكَّرْ فيها {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ} [آل عمران: 190] .
والحب حب الخليفة الأول أبو بكر الصديق ، وهو يقول: في الهجرة وأنا عطشان جدا، فجئت بمذقة لبن فناولتها للرسول صلى الله عليه وسلم، وقلت له: اشرب يا رسول الله، يقول أبو بكر: فشرب النبي صلى الله عليه وسلم حتى ارتويت!!” صحيح ابن حبان.
والحب إحساس وشعور داقه مُعَاذٍ ، حين أخد رَسُول اللَّه ﷺ، بِيَدِهِ وَقالَ: يَا مُعَاذُ واللَّهِ إِنِّي لأُحِبُّكَ، ثُمَّ أُوصِيكَ يَا مُعاذُ لاَ تَدَعنَّ في دُبُرِ كُلِّ صلاةٍ تَقُولُ: اللَّهُم أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ، وحُسنِ عِبَادتِك. حديث صحيحٌ، رواه أَبُو داود والنسائي بإسناد صحيح.
الحب إفشاء السلام ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تدخلون الجنَّةَ حتَّى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتَّى تحابُّوا ألا أخبرُكم بشيءٍ إذا فعلتموه تحابَبْتم أفشُوا السَّلامَ بينكم” رواه الإمام مسلم.
الحب كلمة طيبة، كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء.
الحب بشرك في وجهك وحزنك في قلبك ، والحب ابتسامتك في وجه أخيك صدقة،قال ابن عيينة: والبَشَاشَة مصيدة المودَّة، و البِرُّ شيء هيِّن، وجه طليق، وكلام ليِّن.
والحب إطعام الطعام ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«خِيَارُكُمْ مَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ» (رواه أحمد)
والحب صلاة وتسليم على خير الورى محمد صلى الله عليه وسلم.

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading