أفكر بصوت عال : هُرَاءُ ” وزير. * المسؤولية السياسية .

8 يناير 2023

ذ . إدريس حيدر : 

لعل المرء المتتبع للأوضاع السياسية في المغرب يتساءل :
– هل قدر هذه البلاد أن يقودها رجال هزلى فكرا و ممارسة ؟
– و هل يمكن القول أن ضعف أداء المسؤولين يعتبر من العوامل التي تعيق انطلاق البلاد نحو التقدم ؟
مناسبة هذا الاستهلال ،هي تصريحات وزير العدل و الأمين العام للحزب الثاني في البلاد – حسب الانتخابات الأخيرة ؟؟؟- ، و الذي و في نفس الآن ، يساهم في التحالف الحكومي.
لقد سبق و أن أشرنا في مقالات سابقة ، أن هذا المسؤول يحمل اعطابا شخصية ، و لا يصلح لتحمل أية مسؤولية سياسية ، دليل ذلك هو مواقفه و تصريحاته الفجة و الاستفزازية و استعراضه الفج لذاته .
و آخرها تصريحاته حول مباراة الولوج إلى سلك المحاماة ، و ما شابها من تجاوزات ، حسب مزاعم سياسية و جمعوية مختلفة ، التي كانت قد أحدثت ضجة كبرى ، و هزت الرأي العام و احتلت واجهة الصحافة و المنابر الإعلامية .
و اهم ما أُثِيرَ من مآخذ حولها كالتالي :
1- شكل المباراة و الذي اختلف كليا عن سابقاتها ، بحيث لم يُختبر المرشح حول رصيده المعرفي و القانوني و طريقة تحريره للمذكرات ، بل طُلِبَ منه و ضع علامات على بعض الأجوبة. و قيل إنها طريقة مأخوذة من الامتحانات الكندية ؟؟؟؟.
2- لائحة ” الناجحين ” خلقت الريبة و طرحت أكثر من سؤال ،حول أسماء بعضهم و مدى انتسابهم لعائلات ذات مواقع إجتماعية متقدمة ، و اكتشاف اضطرابات و ارتباك في الأرقام بعلاقاتها بالأسماء …الخ.
3- إعلان نجاح مسؤولين سامين في وزارة العدل ، في تلك المباراة ، مما يطرح إشكالا يتعلق ب ” التنافي ”
إن هؤلاء المرشحين / الموظفين يمثلون الجهة المنظمة للمباراة ، فأخلاقيا ، و من باب النزاهة الفكرية ،لا يجوز أن يترشح لها أحد منهم ، لأنه من الظلم و عدم العدل و عدم الإنصاف ، أن يترشح للمباراة و اضع الأسئلة ، و أن يُعْلَنَ نجاحه .
4- انتشار إشاعات تُفِيدُ تسرب أسئلة المباراة ، و كذا فتح الباب مشرعا الغش و النقل.
5- ادعاء الوزير أنه أعطى أمره لللجنة المنظمة للامتحان ، بإضافة 1200 مرشح إلى قائمة الناجحين ، و إن صح هذا الادعاء ، فالوزير نفسه يؤكد وقوع الكولسة و حصول الغموض في النتائج، فضلا عن كون الوزير لا حق له في اتخاذقرار من هذا القبيل بإرادة منفردة .
و على هامش ما وقع و ماراج ، كان الرأي العام ينتظر موقف الوزير الرسمي و إجابته عن انتظارات الجمهور الواسع ، و ذلك باعتباره المسؤول الأول على القطاع.
فإذا به يزيد الطين بلة و يستفز مشاعر المغاربة ، و يُخلِّفُ غضبا شعبيا بطريقة فيها كثير من الاصطناع و النرجسية .
لقد تفاخر ب” ثرائه ” ، الذي سمح له بتدريس ابنه خارج أرض الوطن و بالضبط في ” كندا ” .
هذا ” الهراء ” يفرض طرح الأسئلة التالية :
* هل كان ضروريا أن يقوم الوزير من خلال تصريحه الفج و المستفز بتحقير التعليم العمومي بالمغرب ،خاصة و أنه مسؤول في الحكومة المغربية .؟
* و هل ابنه الذي بعثه لمتابعة دراسته في ” كندا ” ،ضاقت به الدنيا بما برُحت ، و عاد للمغرب بحثا عن العمل ؟؟؟؟.
إن هذا التصريح هو انتحار تواصلي و بالتالي سياسي بعيد عن السجال البناء الذي قد يطال العمل السياسي بين الفينة و الأخرى .
لقد كان المغرب بأكمله ينتظر أن تكون تصريحات الوزير إيجابية ،تهدف تحقيق العدل و إصدار قوانين ذات نفس ديمقراطي تسمو بوعي الناس و بأداء الدولة و المؤسسات و تحمي المواطنين من الظلم .
إن التصريحات الأخيرة للوزير تجعله يراكم الأخطاء و يستفز الرأي العام و يضع العمل السياسي في مأزق.
أجل ، إنها اقواله مجرد سفاسف و هرطقات تؤكد ضعف و هوان هذا المسؤول فكريا و سياسيا .
فلقد كان من المفروض أن يدفع ، في قيام لجان التحقيق بعملها طبقا لما هو مضمن في الدستور ، أو إحالة القضية على القضاء ….الخ
لكنه اختار أن يكون تافها ، و يملأ الدنيا ب ” الهراء ” .
إن المنطق و السمو بالممارسة السياسية و تكريس نبلها يقتضي من المسؤول الأول عن وزارة العدل تقديم استقالته لفشله المريع في تحمل مسؤوليته.
بل إن الأمر يقتضي المساءلة عملا بالمقتضى الدستوري الذي يربط المسؤولية بالمحاسبة ، و إلا أصبحنا أمام عبث سيشكل تهديدا على مستقبل البلاد .

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading