رسالة الى أشرف حكيمي

6 يناير 2023

اد . محمد البدوي

هنيئا لنا ساكنة القصر الكبير بالزيارة المباركة الميمونة للاعب الوطني والبطل الدولي أشرف حكيمي .
باسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وأزواجه الطيبين الطاهرين وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
سيدي أشرف حكيمي
سلام الله عليك، من بلدك وبلد والديك وأجدادك المغرب.
بداية أبارك لك ولكل اللاعبين هذا التتويج ، ووصولكم إلى المربع الذهبي ، أبارك لكم وأنتم أصحاب النية ورضى الوالدين ، أبارك لكم وقد أدخلتم الفرحة والبهجة لكل بيت من بيوت المغاربة، بل وحتى بيوت العرب والمسلمين والأفارقة ، عشنا معكم لحظات ماتعة ، ستبقى خالدة في ذاكرتنا ، أبارك لكم ، وقد عشقنا كرة القدم ، أبارك لكم وقد جعلتم العلم المغربي خفاقا يرفرف في الآعالي يزاحم الشمس في علاها، أبارك لكم وقد رفعتم علم فلسطين عنان السماء ، فأصبح يزاحم القمر إذا تلاها.
أبارك لكم وقد رفعتم مقام الوالدين عليا.
أبارك لكم وقد وقعت جباهكم على أرض ملاعب قطر سجودا بكرة وعشيا.
أبارك لكم ولوالديكم ولمدربكم تواضعكم ونبل أخلاقكم .
سيدي أشرف نخاطب فيك حبك للوطن ، حتى ولو كان قد جار يوما على والديك وأجدادك ، حتى ولو خرج منه والديك بحثا عن لقمة عيش ، بحثا عن العدل والحرية والكرامة .
سيدي أشرف حكيمي ، خرج والدك وهاجر في وطن يقول فيه الوزير ( أنا لاباس علي وولدي نقريه فكندا )، في وطن يمرض فيه الوزير والمسؤول ، فيذهب للعلاج في فرنسا و بريطانيا وأمريكا، هاجر والديك في وطن يقول فيه الوزير: ( غد نعاودكم بالترابي)ويقول آخر : ( واش أنا نخدم معاكم بيليكي) وتقول أخرى ( جوج فرنك) وتضيف أخرى ( إن كل من يحصل على 20 درهما ليس فقيرا ) يعني (جوج يورو) ، ثمن قارورة ماء معدني عندكم هناك .


سيدي أشرف ، وأنت تحل ضيفا علينا لا شك أن السيد الرئيس المحترم سيأخدك في جولة في المدينة ، وأكيد أنه سيبدأ معك من جهة طريق العرائش ، فيبدأ معك من الجهة اليمنى حيث الكلية المتعددة التخصصات ، والحقيقة أن السيد الرئيس يكتب له هذا الإنجاز وخاصة ، إذا تابع هذا المشروع حتى لا يطاله النسيان كبعض المشاريع التي تبقى معلقة ، بعدها سيقف بك قرب مسجد حديث التشييد، وهو يقصد أن يشير إلى بناية المحكمة، ولسان حال الرئيس يريد أن يخبرك أننا أنجزنا مشاريع عملاقة ، ربما لا مثيل لها حتى عندكم هناك في إسبانيا حيث ولدت ونشأت وترعرعت.
بعدها سيميل بك يمينا ليتوقف مع الوفد المرافق له ، وسيطلب منك النزول ، ولكنه يا أشرف لن يطلب منك الدخول ، يفضل أن ترى هذا المستشفى الجميل والرائع من بعيد ، ستصدم يا أشرف وأنت تتأمل في هذا المستشفى ، وبمواصفاته العالمية، والحقيقة أني دخلته ودهشت كما دهشت انت ، لكن مستشاري السيد الرئيس وحوارييه والذين يتق بهم ، أشاروا عليه بعدم الدخول ، فهذا المستشفى فيه كل شيء إلا الأطباء والتجهيزات والدواء .
ولست انا من يقول هذا الكلام ، ولكن يا أشرف جاء على لسان البرلمانية زينب السيمو حيث كتبت في رسالة إلى وزير الصحة : ……صرخة دامية حول ما يتعرض له الإقليم عامة والقصر الكبير مدينتي بصفة خاصة مع السيد وزير الصحة ووضعه في الصورة الحقيقية لوضعية مستشفى العرائش الرئيسي و مستوصفات القرب والمشاكل التي يتخبط فيها.
كذلك مستشفى القصر الكبير الرئيسي وما يعانيه من نقص في الأطر وندرة المستلزمات الطبية وحاجات أخرى عديدة، و بعض مستوصفات القرب خصوصا المستوصف الذي لم تمر فترة على افتتاحه بحي الشرفاء بلاد الصرصري ولم يعد يتوفر حتى على أدنى مقومات المستوصف.”
ولو يسمح لي السيد الرئيس المحترم باقتراح ، لأرشدته أن يجعل هذا المستشفى الجميل فندقا ، ويدخل في شراكة مع وزارة السياحة ، ولربما يصنف من فئة الثلاث نجوم ، فندق يطل على الكورنيش منظر ولا أروع تفوق سعته المائة غرفة ، وتكون السومة مناسبة بحيث لا تتجاوز الخمسمائة درهم ، ونختار له اسم فندق مولاي علي بوغالب ، ونكتفي بمستوصف صغير يفي بالغرض، وبعملية حسابية بسيطة ، قد يصل مدخول هذا الفندق – المطل على الكورنيش والقريب من البحر ، حيث المدة بين الفندق وشاطئي العرائش ومولاي بوسلهام لا تتجاوز نصف ساعة – خمسون ألف درهم يوميا، اي مبلغ : 18250000 سنويا ، هذا المبلغ في نظري المتواضع قد يكون كافيا لجلب طبيبن أو ثلاث في كل التخصصات، ويكون كافيا لشراء بعض التجهيزات الضرورية للنهوض بالصحة في هذه المدينة.
والحقيقة يا أشرف هذا موضوع لا يهمك ، ولن نطلب منك أن تساهم معنا في هذا المستشفى فهذا طلب لا يليق، ونحن تهمنا سمعة الوطن ، وسمعة المغرب فوق كل اعتبار ، و لماذا نتسول ونشحت .
وكم أرجو يا أشرف أن يختار السيد الرئيس من يترجم لك ، وأتمنى من المترجم أن يكون فطنا ذكيا ، لا يقول لك كل ما يقول السيد الرئيس.
وأرجو من السيد المترجم أن يتحاشى أن يخبر أشرف بما يقوله الحاج في معرض الافتخار ، أن لنا أحسن سجن في المغرب وحتى في إفريقيا، أيها المترجم : يرحمك الله رحمة بنا فالأمم لا تفتخر بالسجون ، وببنايات المحاكم ومخافر الشرطة ، الأمم تفتخر بالمدارس والجامعات والمعامل والمصانع والحدائق الغناء…..أيها المترجم بين الفينة والأخرى نريد ان نسمع أشرف وهو يحدثنا بلهجته العامية الجميلة ، ( نفحرو ونفحرو المغاربة، وجيت نفحر القصر الكبير….. المهم نفروحو جميع……فرحتينا وفروحتينا الله يفرحك).
طبعا السيد الرئيس لن يضيع الفرصة ليطلعك على جمالية الشارعين : شارع طريق العرائش ، وشارع اولاد حمايد، ولكن جمالية هذين الشارعين سنتركهم لما بعد العشاء ، ستندهش يا أشرف بمدخل اولاد حمايد ، حتى تعتقد انك في مدخل إحدى المدن العملاقة، ولا تخف يا أشرف وأنت ترى بعض العربات وهي تحمل العشرات من السياح القادمين من مرينا جهة الغار والمتوجهين إلى القلب النابض جهة اولاد حمايد ، فالكثير منا أيها المترجم الذكي يفضل هذه العربات المكيفة ، والرخيصة الثمن ( درهم واحد) .
وإياك يا أشرف أن تطلب من السيد الرئيس التوغل في قلب هذه الأحياء .
أما المكان الذي سنقصده وهو الملعب ، المسمى بملعب دار الدخان، والذي سماه السيد الرئيس باسمك يا أشرف لمكانتك وقيمتك عند المغاربة عامة وأهل القصر الكبير خاصة وعند السيد الرئيس على وجه مخصوص، و ياليت المترجم يعمل بالوصية مرة أخرى ولا يخبر أشرف بما سيقوله السيد الرئيس عن هذا الملعب، ( ملعب بمواصفات عالمية ، أحسن ملعب فالمغرب وإفريقيا ….والله الجزائر باباها ماعندها هاذ الملعب …..والفيفا ومعاير دولية…..) .
اوصيك أيها المترجم لا تقاطع عمي الحاج ودعه يقول ما يريد ، أما أنت فقل فقط ما ينبغي أن يقال .
وإياكم أيها الوفد المرافق الكريم ، أن تخطئوا المسار ، فتتوجهوا الملعب جهة طريق أبي المحاسن ، حيث الهضاب والسهول ، وبعض الحفر التي لا تصلح ممرا إلا للحمير والبغال ، ماعدا لو كان الرئيس سيحمل الضيف العزيز الغالي في مروحية ، أنذاك لا بأس في ذلك.
يا أشرف يا حكيمي ، ما ستحضى به في هذه المدينة من حفاوة الاستقبال ، لم يحضى بها أحد من اللاعبين في مدنهم الأخرى ، بل حتى مبابي صاحبك ورفيقك اللاعب الفرنسي الموهوب يتمنى لو يحضى ببعض ما حضيت به.
يا أشرف لو تفضلت بعد كل هذا بإنجاز مشروع حقيقي يحمل اسمك يكون من توقيعك، مشروعا فيه نفع لهذه المدينة وهذا الوطن ، سنكون لك شاكرين لو جدت على بلدك ووطنك ببعض من تلك الترواث التي وهبكها الله ، اقتداء بزملائك أبطال كرة القدم من الأفارقة وبعض الأوربين ، وتأسيا ببعض إخوانك وزملائك في المنتخب الوطني المغربي .
وهذا ما ستطلبه منك أمك التي تعرف هشاشة وفقر وبؤس مدينة القصر الكبير، هي ستخبرك الحقيقة المرة ، فكن يا أشرف لأمك مطيعا ، وكن لبلدك جوادا كريما ، وسيبقى اسمك مخلدا في ذاكرة مدينة القصر الكبير، كما بقي موشوما في ذاكرة المغاربة قاطبة.
شكرا سيدي الفاضل ابن مدينة واد زم ، على اختيارك هجرة هذا البلد ، وشكرا جزيلا لك يا بحر ان كنت رحيما بهذا الرجل ولم تغرقه وبالآلاف من أمثاله الذين نجو من قوارب الموت وعاشوا في أرض الله بأوروبا، بعزة وحرية وكرامة.
أما لو بقيت أمك بالقصر الكبير وأنت معها هنا لكنت اليوم ممن يتوسل للسيد الرئيس ببراكة في سوق الزواك ، كما هو الشأن لبا الشرقاوي وغيره ممن كانت لهم بصمة في كرة القدم بهذه المدينة.
وفي الأخير شكراً جزيلا سيدي الرئيس على تنظيم هذه الزيارة المباركة الميمونة ، وشكرا جزيلا لك أشرف حكيمي على تلبية الدعوة ، وشكرا للسيد المترجم الذي عمل بالوصية، وشكرا لأهل القصر الكبير ، على حفاوة الاستقبال، وشكرا لك أيها القارئ العزيز على صبرك واصطبارك حتى أتممت هذا المكتوب.
كتبه عبيد الله الراجي عفو ربه محمد بن أحمد البدوي ليلة الجمعة 23 جمادى الأولى 1444 هجرية/ 6 يناير 2023 ميلادية.

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading