محمد الرايس شفيرة تشكيلي مغترب من القصر الكبير .
ياحسرتاه على مدينتي الجميلة … غادرتها منتصف الثمانينات … وكلما عدت لزيارتها على يسكنني الحزن ويرحب بي حنين ذكريات أيام زمان القصر الكبير حيث قلب المدينة النابض تتوسطه حديقة السلام أمام سينما العريان ( مقهى الرياض ومطعم حانة الحياة)، كنت يومها طفلا خجولا وعمري لا يتعدى خمس سنوات… كنت قوي الملاحظة و شديد حب الإستطلاع و التأمل ،إستمتعت بكل ما هو جميل , و كل شيء فريد كان يثير شغفي ودهشتي ، غالبا ماكنت ألعب في طفولتي وحيدا في فضاء البيئة التي ترعرت فيها داخل محيط شبه خالي من السكان ، حر طليق أتابع تحليق الطيور الجميلة في سماء( المحلة ) محيط المعسكر القديم … ، وكنت وقتها كذلك فترة الأعياد أتردد على حديقة السلام ( الخردين) كانت نافورة ماء جميلة تتوسطها مملوؤة بسمكات ملونة ومتعددة الأنواع والأحجام و ، وخضرة الحشائش الطويلة والأشجار المتنوعة الأحجام ، وظلالها تملأ فضاء محيطها النظيف ، وعمال تقنيي الحدائق المأهلين مشرفين عليها بصيانة مستمرة وحراستها طوال النهار ، ولهم خبرة إحترافية في فن الحدائق ، تعلموها على يد الإسبان ، أمثال المرحوم السويسي، والمرحوم با الخضاري وغيرهم رحمة الله عليهم .. مدينة القصرالكبير بكل صدق وبعيدا أي نفاق، تراجعت للخلف وفقدت هويتها الثقافية الأصيلة تماما منذ أواخر منتصف السبعينات ، والعامل السلبي الأساسي في ذلك ، نزوح سكان المداشر الجبلية ودواوير قبيلة الخلوط العروبية وبما يسمى الهجرة القروية إلى المدينة ، و بهذا بدأ مسلسل تشويه معالم المدينة العتيقة وطابعها الأصيل ، وفوضى بناء الأحياء السكنية ببشاعة لا تطاق .. وفي الواقع مقدمة بداية الجائحة الديمغرافية ستكون بعد بناء سد واد المخازن على واد اللكوس ، و تدشين معمل السكر، وإقامة حي لاستي لمستخدمي معمل السكر والاستتمار الفلاحي ، وهذا سيكون عاملا سلبيا وكذلك إلى تغيير معالم محيط فضاء المعسكر القديم (المحلة) حيث سيثم تدمير أكبر مركب رياضي وتحويله لإقامة مستوطنات سكنية لموظفي التعليم و الإستتثمار الفلاحي ، و كذلك بداية رحيل و هروب و هجرة العديد من الأسر القصرية من المدينة القديمة نحو مدن أخرى كطنحة وسلا ، من ذلك الفترة ستكون البداية لنزوح سكان القرى والبوادي و المداشر وباقي نواحي البلاد ، وهنا ستبدأ ظاهرة سوق سبتة المتخصص في مواد التهريب والإ تجار بطرق غير شرعية ، والذي سيكون عاملا سلبيا سيدمر كل المحلات التجارية الجميلة ، وسيستمر المسلسل حيث العقلية القصرية سستتغير ، وكل شيئ سيتشوه ، البساتين الكبرى لضواحي المدينة كأشجار البرتقال والليمون وغيرها ستبدأ في الإنقراض ، بحيث سيزحف عليها البناء الأسمنتي بشراسة ، و أفة سوق سبتة المتخصص في مواد التهريب والإ تجار بطرق غير شرعية ، والذي سيكون عاملا سلبيا … ستدمر من خلالها كل المحلات التجارية الجميلة ، وسيستمر المسلسل حيث العقلية القصرية سستتغير ، وكل ماهو شيء جميل سيتشوه عادات وتقاليد وبيئة ومحيط ثقافة الناس ، البساتين الكبرى لضواحي المدينة كأشجار البرتقال والليمون وغيرها ستبدأ في الإنقراض ، بحيث سيزحف عليها البناء الأسمنتي بشراسة بشعة و تحل بعدها فوضى لا تطاق . وسينهار كل شيئ حتى ما يسمى بأعيان المدينة القدماء سيتراجعون إلى الوراء ، وفروع الأحزاب التقليدية ستفقد شعبيتها ، وحلقات مسلسل ذاكرة القصر الكبير جد طويلة … و كل الأوراق ستتطاير ويحترق كل شيئ ويصبحون أبناء المدينة الأصليين مجرد متفرجين يتأملون ويتألمون ويستغربون …