ياحسرتاه على مدينتي الجميلة

5 أكتوبر 2021

محمد الرايس شفيرة تشكيلي مغترب من القصر الكبير .

ياحسرتاه على مدينتي الجميلة … غادرتها منتصف الثمانينات … وكلما عدت لزيارتها على يسكنني الحزن ويرحب بي حنين ذكريات أيام زمان القصر الكبير حيث قلب المدينة النابض تتوسطه حديقة السلام أمام سينما العريان ( مقهى الرياض ومطعم حانة الحياة)، كنت يومها طفلا خجولا وعمري لا يتعدى خمس سنوات… كنت قوي الملاحظة و شديد حب الإستطلاع و التأمل ،إستمتعت بكل ما هو جميل , و كل شيء فريد كان يثير شغفي ودهشتي ، غالبا ماكنت ألعب في طفولتي وحيدا في فضاء البيئة التي ترعرت فيها داخل محيط شبه خالي من السكان ، حر طليق أتابع تحليق الطيور الجميلة في سماء( المحلة ) محيط المعسكر القديم … ، وكنت وقتها كذلك فترة الأعياد أتردد على حديقة السلام ( الخردين) كانت نافورة ماء جميلة تتوسطها مملوؤة بسمكات  ملونة ومتعددة الأنواع والأحجام و ، وخضرة الحشائش الطويلة والأشجار المتنوعة الأحجام ، وظلالها تملأ فضاء محيطها النظيف ، وعمال تقنيي الحدائق المأهلين مشرفين عليها بصيانة مستمرة وحراستها طوال النهار ، ولهم خبرة إحترافية في فن الحدائق ، تعلموها على يد الإسبان ، أمثال المرحوم السويسي، والمرحوم با الخضاري وغيرهم رحمة الله عليهم .. مدينة القصرالكبير بكل صدق وبعيدا أي نفاق، تراجعت للخلف وفقدت هويتها الثقافية الأصيلة تماما منذ أواخر منتصف السبعينات ، والعامل السلبي الأساسي في ذلك ، نزوح سكان المداشر الجبلية ودواوير قبيلة الخلوط العروبية وبما يسمى الهجرة القروية إلى المدينة ، و بهذا بدأ مسلسل تشويه معالم المدينة العتيقة وطابعها الأصيل ، وفوضى بناء الأحياء السكنية ببشاعة لا تطاق .. وفي الواقع مقدمة بداية الجائحة الديمغرافية ستكون بعد بناء سد واد المخازن على واد اللكوس ، و تدشين معمل السكر، وإقامة حي لاستي لمستخدمي معمل السكر والاستتمار الفلاحي ، وهذا سيكون عاملا سلبيا وكذلك إلى تغيير معالم محيط فضاء المعسكر القديم (المحلة) حيث سيثم تدمير أكبر مركب رياضي وتحويله لإقامة مستوطنات سكنية لموظفي التعليم و الإستتثمار الفلاحي ، و كذلك بداية رحيل و هروب و هجرة العديد من الأسر القصرية من المدينة القديمة نحو مدن أخرى كطنحة وسلا ، من ذلك الفترة ستكون البداية لنزوح سكان القرى والبوادي و المداشر وباقي نواحي البلاد ، وهنا ستبدأ ظاهرة سوق سبتة المتخصص في مواد التهريب والإ تجار بطرق غير شرعية ، والذي سيكون عاملا سلبيا سيدمر كل المحلات التجارية الجميلة ، وسيستمر المسلسل حيث العقلية القصرية سستتغير ، وكل شيئ سيتشوه ، البساتين الكبرى لضواحي المدينة كأشجار البرتقال والليمون وغيرها ستبدأ في الإنقراض ، بحيث سيزحف عليها البناء الأسمنتي بشراسة ، و أفة سوق سبتة المتخصص في مواد التهريب والإ تجار بطرق غير شرعية ، والذي سيكون عاملا سلبيا … ستدمر من خلالها كل المحلات التجارية الجميلة ، وسيستمر المسلسل حيث العقلية القصرية سستتغير ، وكل ماهو شيء جميل سيتشوه عادات وتقاليد وبيئة ومحيط ثقافة الناس ، البساتين الكبرى لضواحي المدينة كأشجار البرتقال والليمون وغيرها ستبدأ في الإنقراض ، بحيث سيزحف عليها البناء الأسمنتي بشراسة بشعة و تحل بعدها فوضى لا تطاق . وسينهار كل شيئ حتى ما يسمى بأعيان المدينة القدماء سيتراجعون إلى الوراء ، وفروع الأحزاب التقليدية ستفقد شعبيتها ، وحلقات مسلسل ذاكرة القصر الكبير جد طويلة … و كل الأوراق ستتطاير ويحترق كل شيئ ويصبحون أبناء المدينة الأصليين مجرد متفرجين يتأملون ويتألمون ويستغربون …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading