
ذ ، ادريس حيدر :
إلى عهد قريب ، كان بعض المثقفين و النشطاء السياسيين ، يتهيبون من إبداء رأيهم في الشؤون العامة ، و يلجأون أحيانا إلى رقابة ذاتية و مستمرة ، مما حدا بالبعض منهم إلى عدم إخراج إبداعاتهم و حفرياتهم الفكرية إلى حيز الوجود .
تغير الزمان ، و ظهر ما اصطلح عليه بمواقع التواصل الإجتماعي التي كانت نتيجة التطور التكنولوجي الرهيب :”فايس بوك ، تويتر ، تيك توك …الخ ، فحلت بها كائنات تتسم ب:
* الجهل و الأمية .
* الوقاحة و الجسارة .
* اقتحام مواضيع عصية على فهمهم .
* البذاءة و قلة الذوق و انعدام الأخلاق .
هؤلاء النكرات نصبوا أنفسم قيمين على الأخلاق و محاكم لمساءلة الأصفياء ، و يصدرون أحكاما لا تقبل الطعن .
يخوضون في ميادين هم أبعد عنها بمسافات ضوئية ، بل و لا يفقهون فيها شيئا لأن أغلبهم أميون و جهلة .
و يعطون لأنفسهم الحق في محاسبة مسؤولين و نشطاء سياسيين و نقابيين .
بل و يتحاملون على بعضهم بالإساءة و التشهير ، غير أن محاولاتهم البئيسة ، لا يُلْتَفتُ لها لانعدام مصداقية أصحابها .
إن هذا الصنف من البشر التافه : جبان و يفتقر إلى الشجاعة ، و يلوذ إلى التملص من المسؤولية ، لأنه لا يستطيع تسمية الأمور و الأشخاص بمسمياتهم .
إنهم يتغوطون من أفواههم بؤسا و جهلا و مقتا و سفها .
إنهم في الغالب طحالب تطفو على مياه المجتمع الراكدة و الآسنة و العكرة .
لا قيمة لهم و مصيرهم مزبلة التاريخ .
و أمام هذه الويلات ، لا يسع المرء إلا أن يردد :
” هَزُلَتْ ، هَزُلَتْ ، هَزُلَتْ …!”