
- أشرف الزفري :
تتجه الفئة المثقفة تدريجياً نحو العزلة، مبتعدة عن الميدان السياسي، احتجاجا بما آلت إليه الممارسة السياسية من تسيّب وفقدان للمصداقية. وتحاول هذه الفئة أن تحصر دورها في المراقبة وإنتاج التصورات الفكرية والنماذج السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي تراها كفيلة بنهضة المجتمع غير أن هذا الدور رغم أهميته لا يعفيها من ضرورة المشاركة الفعلية في تدبير الشأن العام.. إذ إن انسحابها الواضح فتح المجال أمام طبقة سياسية يغلب عليها ضعف الكفاءة المعرفية وسيطرة المصالح الذاتية والعلاقات العائلية، مما جعل عدداً من المؤسسات والجماعات والقطاعات تُدار بمنطق الزوايا الخاصة لا بمنطق الخدمة العمومية.وبذلك، يصبح كل ما تنتجه النخبة المنعزلة من أفكار ورؤى عرضة للتبديد والإهمال، لتجد نفسها في النهاية خاضعة لسلطة سياسيين كانت قد حاولت أو إن صح التعبير برأت نفسها عنهم ..ليتضح أن الابتعاد عن السياسة لا يمكن أن يكون مخرجاً، بل هو جزء من المشكلة نفسها.