– بوابة القصر الكبير :
في إطار تخليد الذكرى السبعين لانطلاق عمليات جيش التحرير بشمال المملكة، واستمرارا في تنزيل فقرات البرنامج المسطر بهذه المناسبة، نظمت النيابة الإقليمية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بالعرائش، بتنسيق مع الثانوية التأهيلية التقنية بالعرائش، ندوة علمية تحت عنوان: انطلاق عمليات جيش التحرير بالشمال: منعطف حاسم في مسار استقلال المغرب، وذلك يوم الخميس 09 أكتوبر 2025 بقاعة الندوات بالثانوية المذكورة.
وقد شهدت الندوة مشاركة الأساتذة: أنس الفيلالي، إطار بالنيابة الإقليمية للمندوبية السامية بالعرائش، محمد المتوكي، أستاذ مادة الاجتماعيات بالثانوية التقنية، بدر زاهر، أستاذ بالثانوية التقنية، والمجيد الخلفي، مدير الثانوية التقنية بالعرائش.
في مستهل اللقاء، عبّر الأستاذ محمد المتوكي عن أهمية هذا النشاط العلمي، مبرزًا أنه يندرج ضمن الجهود الرامية إلى ترسيخ الذاكرة الوطنية لدى الأجيال الصاعدة، وتعريفهم بمحطات مشرقة من تاريخ المقاومة الوطنية. أما الدكتور أنس الفيلالي، فقد أبرز في مداخلته التضحيات الجسيمة التي قدمها المقاومون والشهداء في سبيل الدفاع عن الوطن، مؤكدًا أن انطلاق عمليات جيش التحرير بالشمال شكّل تحولًا استراتيجيًا في مسار الكفاح الوطني، كما عبّر عن أهمية استحضار هذه البطولات في الحاضر لترسيخ قيم الوطنية والوفاء.
من جانبه، تطرق الأستاذ المجيد الخلفي، مدير الثانوية، إلى السياق التاريخي لتأسيس جيش التحرير، مشيرًا إلى ما ميّز هذه المرحلة من تلاحم قوي بين العرش والشعب، ومن تضحيات جسام بذلها المغاربة ملكًا وشعبًا من أجل الحرية والاستقلال.
وقد أجمع المتدخلون في هذه الندوة على أن انطلاق عمليات جيش التحرير لم يكن فقط محطة حاسمة في مسار الاستقلال، بل شكل أيضًا تعبيرًا صريحًا عن إرادة الشعب المغربي في الدفاع عن سيادته ووحدته الترابية، مؤكدين أن لحظة المقاومة وبروز جيش التحرير جسدت التلاحم القوي بين العرش والشعب في مواجهة الاستعمار، ومثلت اللبنة الأولى لمسار وطني مستمر من أجل استكمال الوحدة الترابية للمملكة.
وقد تولى تسيير الندوة الأستاذ بدر زاهر، حيث عرف اللقاء تقديم مداخلات علمية رصينة سلطت الضوء على مختلف جوانب الكفاح الوطني، خاصة في شمال المملكة، وما مثّله من منعطف حاسم في مسار استقلال المغرب. واختتمت الندوة بفتح باب النقاش، حيث أتيحت الفرصة للحاضرين من تلاميذ وأطر تربوية للمشاركة بآرائهم وأسئلتهم، مما أضفى على اللقاء طابعا تفاعليا مثمرا.