
– ذ. محمد اكرم الغرباوي :
لازلنا نكتب عنك و لك عزيزنا المبدع فؤاد الحسناوي ،
رغم أن الكتابة عن موت الأحبة هي أصعب من الحياة ، فهي المطية الأخيرة هروبا من الألم الأكبر أوذكرى قاسية كما أتى ذات مساء في حوار مسرحي لك .
المخلص الكبير للأحباب فؤاد الحسناوي رحمك الله ، وأنا دائم البحث المتواصل عن الحركة المسرحية بالشمال ورواد الفعل المسرحي بالقصر الكبير خصوصا قصد إتمام مؤلف في الموضوع كنت كثير استحضارك ، وكنت أبحث عن فرصة حقيقية للكشف عن تاريخك الذي لم ينساه الكثيرون رغم غيابك الذي تحل ذكراه 25
نتذكرك نحن الثلاث سعيد الصبان و أحمد المودن و يونس وهبي و لكل منا حكايته الموغلة في الإحترام و التعلم و التقدير و التكوين ونحن بدار الشباب الحريزي صغارا نتعلم أبجديات جديدة في تشكيل الحوار و الموسيقى .
وأتذكرك كما المدينة وأنا أنتشي صغيرا رفقة والدي رحمه الله عرضا مسرحيا كبيرا مثل القصر الكبير في البرنامج التلفزي سباق المدن في منافسة اليوسفية
مسرحية أو ملحمة سيدي عبد الرحمان المجدوب
وهنا سلام و تحية المحبة شامخة للرواد الكبار الذين كانوا معك
وأنت محاط في نقاش فكري لتؤسس مهرجانا أولا لمسرح الهواة و تجعل المدينة محط فرجة كبرى بحضور كبار الفرق المسرحية من مراكش و سلا و مكناس و الدار البيضاء ، و لتجعل عشاق و نقاد الركح بحضور دائم لعبد الحق الزروالي و الكغاط ينبهرون كانت البدايات الحقيقية و الصلبة لمسرح الهواة برؤيات جديدة
وأنت المؤمن بالإختلاف و التنوع كانت محطات البناء الجماعي لجماليات الفرجة التعبيرية معك تتنوع و تكبر مع العزيز الكبير عبد الاله بلخذير Abdelilah Belkhadir
و العزيزة الفاضلة أميمة الشرادي Oumaima Cherradi
و العزيز أحمد الحاتمي و عبد الاله الهوتي و السلطاني و عبد اللطيف معلوفة و محمد التومي و قمر الرافي و الجباري و الكثير الكثير ممن اخلصوا لك و للركح فنا جماعيا
العزيز فؤاد رحمك الله في جلستنا المعتادة مع العزيز المحام المقتدر أحمد سليمان Ahmed Slimane
كان الحديث مطولا عن المدينة الثقافية بعد البنيات الحديثة في مقابل شح كبير للمبادرات و الأنشطة الجادة ذات الأثر و مايرافقها من تكوين ، وهو ما جعلنا نقف كثيرا عند تجربتك بجمعية و فرقة رواد الخشبة و أنت تبني أجيالا من حملة الجمال و تتنقل بين المدن تنشر الوعي و التغيير و التربية و تتمسك بالهويات الجماعية و التراث .وأنت ترسم خرائط جديدة في الدرس المسرحي ، وهو ما استلهمته و أنا أعيد قراءة ذكرى مسرحية عبد الرحمان المجذوب ، ومسرحية ساحة اللغى ، التي تتحدث عن عوالم دار الدباغ و الصنايعية و الحكاية الشعبية شمهروش و صومعة البنات ، و الأكبر تلك الصنعة التي تمكنت منها و انت تسبق الكثير صنعة الكتابة للمسرح من داخل المسرحية ، و تملك قواعد الإخراج و قدرتك على الجمع بين المختلف فيه
الغائب الذي لم ننساه الراحل فؤاد الحسناوي رحمك الله
لازلنا نتذكر كثيرا خبر موتك بعيدا عن المدينة بعد غياب لم يكن بالطويل، وأنت المسافر مهندسا تقنيا مقتدرا ، انتظرناك كثيرا
اذكر يوم ذكرى تأبينك
اذكر امرأة عظيمة تدعو لك كثيرا وفرحة بعطاياك وعطائك
اذكر امرأة تحدثت عنك بفخر كنت بطلها وكنت سيد مواقفها كانت تراك أكبر من كل الأسماء . كانت زوجتك
اذكر صغارا حلقوا كالملائك
اذكرك كما ألتمس من مدينتي أيضا ومن كل من جايلوك و معارفك أن يكون إسمك أيضا إسما على علم كما انت . وأن نراه على مرفق يليق بك .
رحمك الله أيها العزبز المبدع الخلوق من علمنا أن المسرح يتسع مداه في الفضاءات الضيقة ، فلا تقنطوا من ضيق الأمكنة .