الجَحُود (5)

28 يونيو 2025

ذ. ادريس حيدر
بدأ يقضي يومه و جزء من ليله ، ضائعا و تائها .
و في صباح إحدى الأيام ، و عندما كان راكبا سيارته ، انتبه إلى أن لافتة صغيرة ، أُلْصِقِت بزجاجها ، و كُتِبَ عليها العبارة التالية :
” تبا لك ، أيها الجَحُود !!!”
أدرك أن كل الناس اكتشفت أمره و سلوكه المقيت .
أوقف سيارته و ترجل منها ، و بدأ يهذي ، ثم رفع صوته و بدأ يجيب على مضمون تلك الجملة المثبتة على زجاج سيارته ، قائلا :
“لست مسؤولا ، بل أبي و زوجته و المجتمع هم السبب فيما آلت إليه ممارساتي .
لا ، أنا لستُ شريرا و لا ناكرا للجميل ، بل رجلا خائفا مما قد يخبئه له المستقبل من نوائب الزمان ، و مرعوبا من المجهول .
الفقر و الحرمان و الحاجة هم السبب و الدافع لهذا السلوك المنبوذ .”
و أضاف بصوت عال و بهستيريا قائلا :
” إقصاء الناس لي ، عقاب شديد لا و لن أستطيع تحمله .
لا ، لا ، لا ، أنا لستُ خبيثا أو مقيتا أو جحوداً…”
هكذا ظل يصيح و رذاذ بصقه يتناثر من فمه ، ترك سيارته مركونة ، و هرول إلى جهة غير معلومة و هو يردد نفس الكلام ، و يستغيث :
” أنقذوني …أنقذوني …أنقذوني …!”
كان قد فقد عقله .

انتهى …

إلى فرصة أخرى .
ذ. ادريس حيدر
بدأ يقضي يومه و جزء من ليله ، ضائعا و تائها .
و في صباح إحدى الأيام ، و عندما كان راكبا سيارته ، انتبه إلى أن لافتة صغيرة ، أُلْصِقِت بزجاجها ، و كُتِبَ عليها العبارة التالية :
” تبا لك ، أيها الجَحُود !!!”
أدرك أن كل الناس اكتشفت أمره و سلوكه المقيت .
أوقف سيارته و ترجل منها ، و بدأ يهذي ، ثم رفع صوته و بدأ يجيب على مضمون تلك الجملة المثبتة على زجاج سيارته ، قائلا :
“لست مسؤولا ، بل أبي و زوجته و المجتمع هم السبب فيما آلت إليه ممارساتي .
لا ، أنا لستُ شريرا و لا ناكرا للجميل ، بل رجلا خائفا مما قد يخبئه له المستقبل من نوائب الزمان ، و مرعوبا من المجهول .
الفقر و الحرمان و الحاجة هم السبب و الدافع لهذا السلوك المنبوذ .”
و أضاف بصوت عال و بهستيريا قائلا :
” إقصاء الناس لي ، عقاب شديد لا و لن أستطيع تحمله .
لا ، لا ، لا ، أنا لستُ خبيثا أو مقيتا أو جحوداً…”
هكذا ظل يصيح و رذاذ بصقه يتناثر من فمه ، ترك سيارته مركونة ، و هرول إلى جهة غير معلومة و هو يردد نفس الكلام ، و يستغيث :
” أنقذوني …أنقذوني …أنقذوني …!”
كان قد فقد عقله .

انتهى …

إلى فرصة أخرى .

اترك رد

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading