ـ د . ادريس الشلوشي الإدريسي
القصرالكبير،الأيقونة دار الدباغ العريقةمنذ عصر المرينيين، معلمة اقتصادية واجتاعية في فضاء أسطوري من الأسرار والألغاز والتمثلات تفوق حكايات ألف ليلة و ليلة،في أقصى حدود المدينة التي يشكل السورالموحدي الذي كان يحصن المدينة عن خارجها من البساتين اليانعة والأغراس التي توجد على ضفتي نهر لوكوس، والمقابر الإسلامية، مقبرة سيدي عبد الله المظلوم ومقبرة جنوب أرض أل احسيسن، المقبرة المسيحية، المقبرة اليهودية بسيدي بلعباس، ساهمت دار الدباغ في إنعاش الحركة الإقتصادية والصناعة التقليدية الجلديةوالصوفية، الجلدية بفضل وفرة المادة الأتية من ذبائح المجزرة الجماعية ومجازر الأسواق وما أكثرها في الناحية وجلود ذبائح السكان في مختلف المناسبات خاصة في عيد الأضحى حيث تستقبل أكواماكبيرة منها، لمعالجتها للناس في صنع الهيدورة وما أجودها أو تزويد الصناع التقليديين وما أكثرهم في أحياء المدينة في الديوان والمكزارين والمطيمر والسويقة والقشاشين لصنع مختلف الأشكال بكافةالألوان والأحجام من بلغة وصندالة وحذاء وأحزمة وأسرجة وأفرشة تسوق غالبيتهافي المدينة وأسواق البادية والمدن المجاورة، ويصدر جزء منها عبر ميناء العرائش وطنجة ومرتيل تطوان، مما كان يعود على مختلف المشتركين بالنفع الكبير، كما ارتبطت بمهنة الدرازة التي كانت منتشرة بقوة في دروب وأزقة وفضاءات المدينة حيث جزء من الصوف المجزى بعد معالجته يذهب إليهم بالإضافة إلى الصوف الأتي من مربي الماشية التي كان القطيع بها كبيرا جدا، لصنع قطع الأثواب لخياطتها جلابة قصرية من الصوف الحرة، الحايك،، الفراش، و غيره مما كان الناس يقبلون عليه ويستعملونه في حياتهم وكان يسهم إسهاما كبيرا في تنشيط الحركة الإقصادية والرواج التجاري الكبير في منطقةعاصمة الجهة قبل الحماية الإسبانية، دار الدباغ التحفة ترسم صورة متوهجة عن ماض تليد وعميق وجميل أيضا في مكان أسطوري سور الموحدين، ضريح سيدي شمهروج للتبرك، صومعة البنات لطلب السعد، حمام سيدي ميمون للتجمل ،المسجد الأعظم للعبادة والتعلم، وطبعا نهر لكوس الذي يحف بالمدينة شرقا وجنوبا وغربا بكل معاني الخير والغنى والترفيه، تبقى دار الدباغ إرثا حضاريا وإنسايا للمدينةينبغي العناية به ودعمه وتشجيع من تبقى من شيوخه ومهرته صناعه الذين بصموا ببصمات من ذهب في إتحافنا بأروع منتوجات الصناعة التقليدية القصرية، تحياتي إلى العاملين بهاوإلى أفراد تعاونيتها، إلى سي محمد بوطريق أن يبلغ سلامنا الحار إليهم.
