
——– بقلم : ذ . أحمد الشواي
بعد تجربة متواضعة عشتها مع بعض المعلمين الموسيقيين من جهجوكة، ومن خلال التعرف على طبيعة موسيقاهم.. والمزايا التي تتميز بها تلك الموسيقى.. وبعد سنوات قضيتها مع ابناء واحفاد هؤلاء ..خصوصا أسرة ” ع “.. حاولت ان اكون لنفسي فكرة عن طبيعة هذه الموسيقى والبيئة التي نشأت بها.. والى اي مدى استطاعت أن تصارع الزمان والمكان لتبقى حاضرة كواحدة من ابرز الثقافات الفنية التي يحسب لها اكبر حساب، سواء على المستوى المحلي أو الوطني..لكنها تحضى باهتمام واسع على المستوى الدولي فنيا وعلميا..
وخلال تلك السنوات حضرت عدة أنشطة فنية خاصة جمعتني بالعديد من المهتمين بهذا الفن الجميل..من بلدان مختلفة وبلغات مختلفة، كلهم يحملون عشقا لهذه الموسيقى وكلهم يقينا بان موسيقى جهجوكة يمكن ان تكون نبراسا لتجربتهم في الحياة..
ومن اهم المواضيع التي كانت حاضرة في كل المناسبات التي حضرتها.. دور الموسيقى في العلاج النفسي.. لهذا اخترت ان اشارككم هذا الموضوع.
” موسيقى جهجوكة ودورها في العلاج النفسي”.
- مقدمة عن موسيقى جهجوكة.
موسيقى جهجوكة هي تراث موسيقي قديم من شمال المغرب، تحديدًا من قرية تحمل نفس الاسم.
تجمع هذه الموسيقى بين عناصر صوفية ووثنية، ولها ارتباط وثيق بطقوس روحية وأساطير محلية.
تعتمد بشكل كبير على الإيقاعات المتكررة والألحان التقليدية التي تُعزف باستخدام آلات موسيقية محلية. -
الطبيعة العلاجية لموسيقى جهجوكة
يُعتقد أن لموسيقى جهجوكة تأثيرات علاجية، خاصة على الأمراض النفسية والجسدية مثل القلق، الاكتئاب، وحتى العقم.
تكرار الإيقاعات قد يُحدث تأثيرًا مهدئًا للعقل، مما يساعد في تحقيق حالة من التأمل والاسترخاء.
الطقوس المرتبطة بهذه الموسيقى تضيف بعدًا نفسيًا وروحيًا، مما يعزز من تأثيرها الإيجابي على الأفراد. -
الاهتمام الأكاديمي والثقافي بالموسيقى العلاجية
على الرغم من قلة الدراسات العلمية المحددة حول موسيقى جهجوكة، فإن الموسيقى العلاجية تحظى باهتمام عالمي متزايد في مجالات الطب النفسي والعلاج العصبي.
تُستخدم الموسيقى كوسيلة لتحفيز الدماغ وإحداث تغيرات إيجابية في الحالة النفسية.
موسيقى جهجوكة تقدم نموذجًا فريدًا بسبب جذورها التقليدية وارتباطها بالثقافة المحلية المغربية. -
عوامل جذب الأجانب إلى موسيقى جهجوكة
سحر الثقافة المحلية:
موسيقى جهجوكة ترتبط بطقوس وأساطير غامضة، مما يثير فضول الباحثين والمثقفين الأجانب.
البحث عن طرق علاج بديلة:
الموسيقى التقليدية تُعتبر ميدانًا جديدًا للأبحاث العلاجية مقارنة بالتقنيات الغربية الحديثة.
طنجة كملتقى ثقافات:
موقع طنجة الجغرافي وتاريخها الثقافي يجعلها بيئة مثالية للنقاشات حول تراث موسيقى جهجوكة.
التقدير الغربي للتراث الإنساني:
الأجانب يرون في موسيقى جهجوكة جزءًا من التراث الإنساني الذي يستحق الدراسة والحفاظ عليه. -
الطقوس والرموز المرتبطة بموسيقى جهجوكة
موسيقى جهجوكة تُعزف غالبًا في سياقات طقوسية، أبرزها شخصية “بوجلود” التي ترتبط بالخصوبة والإنجاب.
يُعتقد أن لمس النساء من قبل شخصية “بوجلود” أثناء الرقص يعزز فرص الإنجاب، مما يمنح الموسيقى بُعدًا رمزيًا وعلاجيًا قويًا. -
أهمية البحث العلمي حول موسيقى جهجوكة
بينما يُعرف تأثيرها محليًا من خلال التجارب الحية، فإن البحث الأكاديمي حول موسيقى جهجوكة لا يزال محدودًا.
يمكن أن تُسهم دراسات علمية عميقة في إبراز القيمة العلاجية لهذه الموسيقى، وربطها بالموسيقى العلاجية المستخدمة عالميًا.
الأبحاث المستقبلية يمكن أن تجمع بين الموسيقى، علم النفس، الأنثروبولوجيا، وعلم الأعصاب لفهم أعمق لتأثيرها. -
الفرصة التي يمثلها الاهتمام الأجنبي
الاهتمام الأجنبي بموسيقى جهجوكة يفتح الباب لتوثيق هذا التراث عالميًا وتعزيز حضوره في النقاشات الثقافية والعلاجية.
يمكن استخدام هذا الاهتمام كفرصة لاستثمار هذه الموسيقى في السياحة الثقافية والعلاجية، وتسليط الضوء على التراث المغربي.
موسيقى جهجوكة هي أكثر من مجرد موسيقى تقليدية؛ إنها جزء من تراث إنساني غني يمكن أن يسهم في مجالات متعددة، من العلاج النفسي إلى الدراسات الثقافية. الاهتمام بها، سواء من المحليين أو الأجانب، يعكس أهميتها وقيمتها العالمية. تحتاج إلى مزيد من البحث والتوثيق لتسليط الضوء على تأثيراتها العلاجية والثقافية.
ح..