ذ : عبد القادر العزاوي
القصرالكبيرمدينة الأولياء :
من أولياء ووليات مدينة القصر الكبير:
8 ) الولي الصالح مولاي أبو الحسن علي الخيري
الشهير بالعربي
بقلم : عبد القادر الغزاوي
القصر الكبير . المغرب .
هو الولي الصالح مولاي أبو الحسن علي الخيري الشهير بالعربي ، المتوفى سنة 962 هـ / 1555 م . بمدينة القصر الكبير. لم أقف له على ترجمة كاملة ، ولا على تاريخ ومكان ولادته ، ونشأته وتعليمه ، وكذا العلماء والفقهاء الذين تتلمذ علي يديهم وأخذ عنهم ، باستثناء بعض المعلومات القليلة التي وردت في بعض كتب التراجم والأولياء ، وهي لا تشفي الغليل ، ولا تقدم جديدا عنه . وقد عاش أبو الحسن علي الخيري في القرن العاشر الهجري ، القرن السادس عشرة الميلادي ، خلال عصر الدولة السعدية ( 915 ـ 1069 هـ / 1510 ـ 1658 م ) .
يعد الولي أبو الحسن علي من مشاهير العلماء والفقهاء الذين كان لهم دور كبير في نشر العلم والمعرفة ، في مدينة القصر الكبير في عهد الدولة السعدية ، حيث كانت مدينة القصر الكبير مركزا للدراسة والتدريس للعلم والتصوف ، ومقصد العلماء والأولياء وطلاب العلم والمعرفة ، ومركزا تجاريا مهما .
كان الولي أبو الحسن علي يعلم ويدرس بالمسجد الذي يحمل إسمه إلى الآن ، وكان يعرف قديما بمسجد سيدي الخيري، يقول الحاج عبد السلام القيسي : ( الواقع عند مدخل حومة القطانين ، وقد ورد ذكره في كتاب ” مرآة المحاسن ” ، إذ كان يدرس به الشيخ أبو المحاسن الفاسي القرآن والتجويد على الشيخ أبي الحسن سيدي علي العربي ، حوالي عام 945 هـ ، وقد اشتهر هذا المسجد بإسم الشيخ المذكور ذلك التاريخ ، فصار يعرف بمسجد سيدي علي بن العربي ، ولهذا المسجد منار سداسي الشكل وهذا غريب بالمدينة إذ لا يوجد أي منار على هذا الشكل ، ولا يعرف كنه بنائه على هذا الشكل ).(1).
وقد تتلمذ على يدي الولي مولاي أبي الحسن بالعربي الكثير من طلاب العلم والمعرفة ، وهو من المشايخ الذين سمع منهم الشيخ أبو المحاسن الفاسي الفهري ، المولود بمدينة القصر الكبير سنة 937هـ / 1531 م والمتوفي بمدينة فاس سنة 1013 هـ /1605 م ، وأخذ عنهم علوم الظاهر، وقرأ عليه القرآن وما يتعلق به . فقد ورد في كتاب مرآة المحاسن : ( … ولما أدرك سن القراءة ، أدخله المكتب يُعرف فيه النجابة ، ويتبين منه الذكاء ، ويتوسم فيه الرشد ، مقبلا على شأنه ، آخذا فيما يعنيه ، لا يشارك الصبيان في لعبهم . فحفظ القرآن العزيز في صباه ، وأحكم قراءته بحرف نافع ورسمه وضبطه على الشيخ الصالح أبي الحسن علي العربي بمسجده المعروف به بطرف القطانين من القصر، أمنه الله ) .(2).
لما توفي الولي الصالح أبو الحسن علي الخيري بالعربي سنة 962هـ / 1555 م . أقبر بالمسجد الذي يحمل إسمه ، بحي القطانين بعدوة باب الواد ، في اتجاه المسجد الأعظم ، غير بعيد عن ضريح سيدي قاسم بن الزبير، وتوجد به صومعة سداسية الأضلاع . إلا أن هذا المسجد مغلق ويحتاج إلى إصلاح وترميم ، نظرا لما أصابه من إهمال وعدم العناية به .
المراجع والهوامش :
1 – كتاب مدينة القصر الكبير تاريخ ومجتمع ووثائق . تأليف الحاج عبد السلام القيسي الحسني . الصفحة رقم 39 . الطبعة الأولى . السنة 2006 م .
2- كتاب مرآة المحاسن من أخبار الشيخ أبي المحاسن . تأليف الإمام أبي حامد محمد العربي بن يوسف الفاسي الفهري . دراسة وتحقيق الشريف محمد حمزة بن علي الكتاني . الصفحة رقم 106 . الطبعة الأولى . السنة 2008 م .
3 ـ كتاب الحركة الفكرية بالمغرب في عهد السعديين . تأليف محمد حجي . الجزء الثاني . السنة 1978 م .
4 ـ كتاب تراجم أشهر أولياء وصلحاء مدينة القصر الكبير ( مخطوط ) . تأليف الحاج عبد السلام القيسي الحسني .
5 ـ كتاب الطريق لمعرفة القصر الكبير . تأليف محمد عبد السلام بوخلفة . السنة 1972 م .
6 ـ كتاب القصر الكبير ورجالاته عبر التاريخ . تأليف محمد المهدي الطود . الطبعة الأولى . السنة 2004 م .
7 ـ كتاب القصر الكبير الذاكرة والحاضر . ( ندوة ) . تنسيق وتقديم محمد المغراوي . الطبعة الأولى . السنة 2000 م .