ذة راضية العامري
إن الثقافة أصبحت مرتبطة لدى الجهات الوصية على الشأن الثقافي فقط بالغناء أو التمثيل والرقص وتقريبا تم اختزالها في هذه الفنون فقط .
وكان ماهو أصلا ثقافي حقا ، خارج إطار اهتمامهم و مسؤولياتهم
فالمهرجانات واللقاءات والعروض وحفلات التكريم خصوصا ذات الطابع الرسمي أو العمومي تنظم فقط لما ومن يرتبط بالغناء أو الرقص والتمثيل أما الثقافة المرتبطة بالكتابة والأدب ، المعرفة والبحث العلمي وأنواع من الإبداع الحقيقي ، فقد تم التنصل منها وكأنها رجل اجدم .
لقد تغير مفهوم القدوة والمثل الأعلى من العالم والمفكر والأديب والمبدع إلى القدوة المغني والراقص والممثل فقط .
لكن السؤال هل هذا التغيير حدث بين ليلة وضحاها
طبعا لا
لقد تم التأسيس له من مدة طويلة اذ إن عملية الحفر من أجل إعادة تشكيل الوعي بأن الأهم هو الغناء وما يرتبط به وان الأقل أهمية هو الثقافة والمعرفة بدأت منذ مدة طويلة في جو من غياب الوعي العام بخطورة ذلك وآثاره على المجتمع .
وبالمناسبة حتى لا يفهم القصد خطأ فنحن لسنا ضد الغناء أو الفن
شخصيا أعشق جميع أنواع الفنون وأتذوقها .
لكننا حقا أمام أزمة اعتراف خانقة بجدوى الثقافة ومستقبلها في بلادنا ، وان الوضع ساء لدرجة أننا أصبحنا أمام أزمة وجود .
رحم الله القدوات الحقيقية محمد عابد الجابري ،فاطمة المرنيسي المهدي المنجرة ، ومن لا زالو ا على قيد الحياة كالمفكر الكبير عبد الله العروي وغيره الكثيرون ممن يحق لهدا الوطن العزيز أن يفتخر بهم وفي كل المجالات .