اوقفوا هذا العبث

20 سبتمبر 2022

أسامة بنمسعود : 

حق المنتخب الجماعي في التعبير، هو حق يكفله له القانون حسب المادة 46 ، و المادة 40 من القانون التنظيمي 113/14، و تقابلها نفس الصياغة في المادة 43 من القانون 114.14 و في المادة 41 من القانون 112/14 مع مع تعديل طفيف في هذه الأخيرة ، و فعالية حضور المنتخب الجماعي في المجالس المحلية مرتبطة بمدى كفاءة المنتخب الجماعي و قدرته على التعبير و التدبير و الاقتراح. و في نفس السياق فرض المشرع المغربي عقوبات تأديبية إدارية و التي قد تكون موضوع متابعة قضائية لكل من ارتكب أفعالا أو أعمالا أو أخطاء جسيمة مخالفة للقانون و لأخلاقيات المرفق العام.
غير أنه من المؤسف أن تنحرف مجالسنا الجماعية عن وظائفها و يتحول فضاؤها الى معترك لتصفية الحسابات الضيقة بعيدا عن قضايا الوطن و مصالح المواطنين، و يتحول التدافع السياسي الى بلطجة و استخدام الألفاظ السوقية، و هي خرجات تعكس بؤس الممارسة السياسية، و تعمق النفور و تفقد الثقة في الاحزاب و الانتخابات، كما أنها تفضح مستوى النخبة المحلية التي افرزتها انتخابات 8 شتنبر 2021 .
غير أن ما يزيد الطينة بلة هو غياب تفاعل السيد العامل -الموكول له مهام السهر على تنزيل القانون و التوجهات الاستراتيجية و على رأسها تخليق المرفق العام- ، مع العبث الموثق بالصوت و الصورة ، هذا العبث الذي اصبح ملازما لخرجات رئيس المجلس الجماعي الذي من المفروض فيه ان يكون مثالا للأداب و حسن الخلق في حين نجده ينهل من قاموس لغوي لا يشرف المؤسسة التي يمثلها و يعطي مثالا سيئا عن النخب الحزبية التي كانت موضوع انتقاد لاذع من طرف رئيس الدولة في الكثير من خطبه .
كل هذا يحدث امام أعين السلطة وخاصة السيد العامل ممثل الملك و السلطة التنفيذية، وهما صفتان تحققان له وضعية قانونية و معنوية مهمة، كما أنه الساهر على الحفاظ على النظام العام كمهام أصيلة منحها له المشرع خاصة المادة 110 من القانون التنظيمي 113/14، و امام هذه المكانة القانونية و امام هذا الصمت المستمر قد يفسر أنه تواطؤ مكشوف و دفع ممنهج لتلويث الفعل السياسي و انتصار للغة البلطجة و لجهة بعينها تدعي أن كتافها سخانين بالرباط، خاصة حينما تشاهد مداخلات مهمة تثلج القلب لباشاوات و عمال في مدن أخرى مضمونها تحصين الفعل الجاد و استنكار الأفعال المشينة ما عدا في مدينتنا التي تكرم فيها الجماعة باشا المدينة أو الكاتب العام للعمالة و اتمنى ان لا يفسر لذى المواطن و المتتبع للشأن العام المحلي في ظل هكذا وضع، أن هذا الصمت و غظ الطرف هو الدافع لهذا التكريم.
اننا ننبه إلى كوارث قد تحدث مستقبلا ادا استمر الوضع بهذا الشكل في ظل هذا التلوث السمعي و التدني الأخلاقي المفضوح.

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading