د. وزاني التهامي احمد
فساد اي منظومة سرطان يهدد مناعتها و استقرارها فتصبح سهلة الاختراق أمام جميع الطفيليات و الجراثيم كيفما كان حجمها و مصدرها.
و اصل الفساد هو غياب الشفافية في إتخاذ القرارات و تقبلها (القرارات) دون تمحيص او نقد او مقاومة بل قد تجد من يبررها و يصفق لها و يعتبرها فتحا مبينا ، فيتشجع المفسد المتجبر على فساده و جبروته فينشئ منظومة قوية متجدرة مكونة من المتملقين و المحتالين و ضعاف النفوس الذين يقتاتون من فتات المفسد و تم يصبحون حماة الفساد و عرابيه تحت اقنعة بيضاء و ثياب القدسية و العذرية فيتحولون الى قوة قاهرة مدمرة لكل من يقف امامهم لتحقيق مصالحهم الشخصية الضيقة .
امر الفساد يزداد استفحالا و فتكا عندما يصل إلى المثقفين و المفكرين و العلماء و من يعتقد انهم اهل صلاح و إصلاح… لان فساد هؤلاء يفسد المجمتع كله فتضيع الثقة بين مكوناته و تصبح العلاقة مبنية على الصراع و العنف بكل أشكاله فيهلك الضعفاء و الفقراء والمساكين و تضيع حقوقهم و مصالحهم و تقوض فرص الاستقرار و ينغمس المجتمع أو جزء منه في الخوف و الهشاشة و الفقر بكل أنواعه.
و عكس الفساد يعنى بناء منظومة تعتمد على النزاهة و الشفافية و تكافؤ الفرص و هي شروط أساسية و ضرورية لإنهاء الفقر المدقع وتقدم الأمم و تعزيز رخائها و إزدهارها و مفتاح لبناء الثقة بين مكونات المنظومة و تم ضمان استقرارها!
و الله غالب على امره!