محمد علوى:
ا
☆ ☆
بَعْدَمَا كُنْتُ عَرُوساً مُوَشَّاةّ بِزَهْرِ اٌلْيَاسَمِينِ ، مُزَرْكَشَةً بِتُحَفِ اٌلْخُلْدِ ، وَ مُضَوَّعَةً بِعَبَقِ اٌلتَّارِيخِ ، وَ مُنَمَّقَةً بِبُطُولَاتِ اٌلشَّمَارِخِ ، تَتَصَدُّرُنِي مَآذِنُ وَ مَحَارِبُ اٌلْإِيمانِ ، مِشْعَاعُ اٌلْعِلْمِ ، وَ مُعْتَكَفُ كُلِّ نِحْرِيرٍ ، جِهْبِيدٍ مِصْقاعٍ.
أُبِدُومْ نُوفُومْ أَنا:
أَصْبَحْتُ قَصْعَةّ تَداعَتْ عَلَيَّ اٌلْأَكَلَةُ ، أَسْنِمَتُهُمْ مُضَمَّخَةٌ بِأَلْوانِ اٌلْجَشَعِ ، يَنْهَشُونَ جِسْمِي اٌلْمُتْخَنِ بِجِراحِ اٌلزَّمَنِ ، اٌلْمُثْقَلِ بِنُدُوبِ اٌلتَّواطُئِ وَ اٌلِمحَنِ .
أَنا اٌلْقَصْرُ اٌلْكَبِيرُ.
صَرِيرُ رِيحي بُكاءُ أَكْواخٍ ، اِمْتَزَجَ صَوْتُ قِزْديرِها بِنَحِيبِ وَليدٍ ، وَ آهاتِ ثَكْلى ، وَ زَفيرُ عاطِلٍ.
أَنا قَصْرُ كْتامَة.
فَحيحُ اٌلْأَفاعي، يَنْبَعِثُ مِنْ جٌحُورِ كُلِّ أَحْيَائِي ، فَتَظْهَرُ بِرُؤُوسِها ، مَيّادَةّ تَسْتَجْلِبُ رَعْشَتِي ، فَتَقْتُلُ شَهْوَتي فِيَّ ، وَ تُراقِصُني مُنْتَشِيَةً بِغَيْبٌوبَتي .
أَنا مَدينَةٌ.
كَثُرَ فِيَّ اٌلدَّجالونَ ، و ساسَني اٌلْمُتَفَيْقِهونَ ، وَ هُمِّشَتْ نُخْبَتي، وَ أُزِيحَ مُثَقَّفِيَّ ، فَصِرْتُ كَقَصْعَةٍ في مَأْدُبَةِ اٌللِّئامِ ، تَتَقاذَفُني اٌلْأَيْدي بِلُقَمٍ نَهِمَةٍ مُتَسارِعَةٍ.