_ إدريس حيدر
كان ” محمد ناصر ” أستاذا لمادتي التاريخ و الجغرافية ، و عرف في الأوساط التعليمية و العائلية بجديته و عمله الدؤوب و حيويته التي لم تكن تخطئها العين .
اشتهر بجانب إخلاصه في عمله و تواصله الجيد مع تلامذته بنشاطه السياسي ،حيث كان منتسبا لشعب اليسار ، و بالتالي كان شديد الحرص على تنزيل قيمه ،و من تم انتسب إلى نقابة التعليم و ناضل و بقوة من أجل تحقيق مطالب الشغيلة التعليمية ،كما أنه كان أحد العناصر الأساسية في تنظيمه السياسي.
كان قصير القامة ،ممتلئ الجسد ،خفيف الحركة ،كثير الابتسام ،كثيف الشعر في كل جسده ،خطواته كانت سريعة ،فيما ابتساماته و ضحكاته كانت عفوية و جذابة ،و كان قد أصبح يُكَنَّى من طرف رفاقه ب” بن بركة ” .
كان خطيبا مفوها ،ذو صوت جوهري، و كان كلما تناول الكلمة أو الخطابة إلا و امتع الحضور وجذب الجمهور بل و اقنعه بأفكاره و طروحاته .
اشتهر ” محمد ناصر ” إلى جانب نشاطه السياسي و التربوي ،بدماثة أخلاقه .
احب الجميع و بادله الناس نفس المشاعر ، كما أنه عُرِف بإيثاره و خدمته للآخرين ،هذا فضلا عن كونه كان يتمتع بروح مرحة و جميلة .
اُبْلِغَ من طرف المصالح الوزارية بأنه سيُحَالُ على ” التقاعد ” بتاريخ محدد ، بعد انقضاء عمره الوظيفي .
اهتز كيانه و تزلزل بسبب هذا الوضع الجديد الذي كان له وقع سلبي على نفسيته ،و اشعره ذلك القرار بتقدمه في السن ،كما جعله يفكر في مصيره و مآله بمعية أبنائه .
يتبع…