سليمان بنعتو :
اندلع يوم الأربعاء حريق غابوي من منطقة بني يسف قرب الحرارة مع حوالي الساعة الثالثة زوالا ووصل إلى ضواحي دوار العزيب الأعلى حوالي الساعة الخامسة والنصف مساء ، ومع اقتراب الساعة الثامنة مساء كانت النيران الملتهبة قد وصلت الى قلب المدشر لتأتي على الأخضر واليابس، وتبدأ سلسلة معاناة سكانة الدوار في محاولة انقاد ما يمكن انقاده من الماشية وباقي الحيوانات، في حين إحترقت كل المحاصيل من قمح وشعير وذرة وقطاني وغير ذلك، بالإضافة إلى إغماءات الساكنة والمشاكل التي رافقت العملية البطولية للشباب الدوار حيث اغمي على البعض فيما عانى البعض من مشكل التنفس ومشاكل اللهب التي اصابت أعين بعض الشباب مما دفع بالعديد منهم الى التنقل لمستشفى القرب بالقصر الكبير،كل هذا في غياب تام لاي تدخل من الوقاية المدنية والمجلس الجماعي ورجال المياه والغابات ومعظم المؤسسات ذات الصلة بالموضوع، وامام هذا الوضع المأساوي وجدت الساكنة نفسها امام مطرقة النيران الملتهبة التي تأتي على الأخضر واليابس وبين سندان غياب الاليات والمعدات المخصصة لاطفاء الحرائق، وحسب احد الشهود العيان الذي دخل في مشادات كلاميه مع السياسي الاول بمدينة القصر فإن هذا الأخير (السياسي الاول) ومن خلال اتصالاته و تصريحاته قد أدلى بمعطيات مغلوطة حول حقيقة الوضع بمدشر العزيب الأعلى حسب الشاهد، (حيث لم يستطع تحديد حجم وهول الحدث بقوله إن النيران غير فالزروبة وفالقنوت ديال الدوار) الشيء الذي يفهم منه انعدام الدعم وانعدام تدخل المؤسسات ذات الصلة بالموضوع في الزمان والمكان المناسبين، تاركين الساكنة تواجه مصيرها لوحدها دون اي أليات للحد من انتشار النيران وهو ما أدى إلى وقوع كارثة إنسانية أتت على الاخضر واليابس مخلفة خسائر مادية كبيرة (ضياع الغلة احتراق الأشجار المثمرة احتراق الماشية والمنازل اتلاف شبكة الكهرباء) ستظهر تداعياتها بعد انتهاء الحريق وعودة الناس الى مداشرهم التي لم يتبقى منها الا الاطلال، حيث اتلفت النار شبكة الكهرباء وقضت على معظم المنازل وعلى المحاصيل الزراعيه التي تعتبر مورد الرزق لهذه المناطق وهو ما يعني أن تداعيات هذه الأحداث ستخلف وضعا اجتماعيا واقتصاديا استثنائيا بالمنطقة لم يسبق أن شدته في التاريخ المعاصر والراهن مما سيفرض تدخل الدولة عبر أجهزتها المركزية والجهوية بشكل مباشر في قلب الموضوع، لان الموضوع اكبر من ان يعالج إقليميا كما هو واضح من خلال التعاطي مع الحدث.
كل ما قيل لا يمنع من تنظيم عملية التضامن الاجتماعي والتآزر فيما بين سكان مدينة القصر الكبير واقليم العرائش مع سكان الدواوير المجاورة والتي تعرضت لهذه الكارثة البيئية والانسانية، بل ان هذا التضامن الاجتماعي هو المطلوب اليوم لإعادة الثقة لهاؤلاء المواطنين البسطاء.