ذ : إدريس حيدر :
فَتَحْتُ دُولاَبي
وَ كَأَنني شَرعْتُ نافِذةً على حَيَاتِي
رُكِنَتْ فيهِ أَلْبَسة هِي مِرْآةُ
لِحِقَبٍ خَوَالِي
أَلْوانُهاَ تَعْكِسُ بهاء الرُّوحِ
كُلماَ تَأَملْتُهاَ إِلاَّ وَ سَمَوْتُ فِي الْأعَالِي
لِأُطِلَّ عَلى مَسَارِي الفائِتِ و الطويلِ
السَّواد الفَاحِمُ لِجُلِّهَا
لَوْنُ الحُزن على وَأْدِ الْحُريةِ
وَ أَمَّا الأَزْرقُ النِّيلِيُّ
فهو حُلْمِي الذي لاَزَالَ بَعيدَ
الْمَنَالِ
أَرَاهَا فَأَرَانِي
فِي حِقَبٍ من الْمَاضِي
حَيْثُ كُنْتُ أَمْلِكُ
كُلَّ شَيْءٍ وَ لاَ شَيءِ
أُحَمْلِقُ فِيهَا مُعَلَّقَةً
وَ أَتَخَيَّلُنِي مَشْنُوقاً
مًنذُ زَمَانٍ
هَذا قَمِيصِي الْأحْمَرُ
وَ قد قُدَّ مِنَ الخَلْفِ
يَوْمَ النَّفِيرِ من أجل الكرامَةِ
وَ تِلْكَ بِذْلَتِي السَّوْدَاءُ الدَّاكِنَةُ
عُنْوَانَ وُلُوجِي عُشَّ الْعِشْقِ
وَ الْحُبِّ
يَا صَاحِ قُلْ لِي
هَلْ هذه هَلْوَسَةٌ
أَمْ رُؤيِةٌ بَرْزَخِيةُ لِكُنْهِ
وُجُودِي ؟
تشكيل : إدريس حيدر.