ذهب مع الريح (2)

3 يونيو 2022

ذ : إدريس حيدر

أدرك ” مصطفى الطائر ” أن وسامته قد تساعده في الوصول إلى مبتغاه مع الفتيات ، فأصبح مغرورا بل نرجسيا.
و كان كلما اقترب من ثلة من الفتيات ، إلا و تطاوس و رفع رأسه إلى الأعلى في محاولة منه لتجاهلهن.
لم يوفق في دراسته ، إلا أنه كان يتمتع بموهبة في لعبة ” كرة القدم ” و خاصة في حراسة المرمى ، حيث أبدع و أبان عن مهارات استثنائية .
ضُمَّ لفريق المدينة و نجح في حراسةعرينه ، و كان شرطه الوحيد عند موافقته على اللعب معه ، هو مساعدته من طرف مسؤوليه على اجتياز امتحان” الباكلوريا ” ، ليتمكن من إيجاد عمل لإعالة أبويه الذين كانا قد تقدما في السن.
و هكذا و نتيجة لتدخلات بعض المسؤولين عن الفريق لدى الجهات المختصة ، سُمِحَ له باجتياز الامتحان .
ساعده الحراس و كذا أطر المؤسسة ، و أُعْلِن عن نجاحه.
كانت فرحته كبيرة ، خاصة و أنه لم يُهَيء لهذا الامتحان بل لقد كان مقتنعا بضعف مستواه ، و أن نجاحه لم يكن مستحقا.
و أثناء استعداده و تحضيره للانتساب لإحدى الكليات ، علم من خلال تلاسنه مع أحد أبناء الحي ، انه ” لقيط “.
لم يحتمل ما نُعِتَ به ، لكنه امتص غضبه ، و التحق سريعا بمنزله العائلي و استفسر أمه و أباه، فأكدوا له صدق ما سمعه و ما كان يروج بالحي همسا بين النساء ، اعتقادا منهما أنه آن الأوان ليعرف الحقيقة .
انقلبت حياة ” مصطفى الطائر ” منذ تلك اللحظة رأسا على عقب .
انزوى بعيدا عن الناس و أصبح يعيش وحيدا ، يظل طيلة الوقت تائها و هائما و لا يعود لمنزل العائلة أحيانا إلا بعد مرور عدة أيام.
حاول أبواه مساعدته على الخروج من حالته الصعبة ، إلا أنهما فشلا.
أصبح مع مرور الوقت عنيفا و يكره كل الناس و ملأ صدره الحقد و تصور أن الجميع ينتقص من قيمته و يحتقره لأنه ” لقيط ” و ابن الخطيئة .
و اقتنع نتيجة ذلك بأن عليه أن يذيق الجميع كل أصناف العذاب جزاء شماتتهم فيه.
و قرر تبعا لذلك الانتساب إلى سلك الشرطة ، فكان ظالما ، معتديا و مستبدا.

يتبع…

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading