ذ : إدريس حيدر
أدرك ” مصطفى الطائر ” أن وسامته قد تساعده في الوصول إلى مبتغاه مع الفتيات ، فأصبح مغرورا بل نرجسيا.
و كان كلما اقترب من ثلة من الفتيات ، إلا و تطاوس و رفع رأسه إلى الأعلى في محاولة منه لتجاهلهن.
لم يوفق في دراسته ، إلا أنه كان يتمتع بموهبة في لعبة ” كرة القدم ” و خاصة في حراسة المرمى ، حيث أبدع و أبان عن مهارات استثنائية .
ضُمَّ لفريق المدينة و نجح في حراسةعرينه ، و كان شرطه الوحيد عند موافقته على اللعب معه ، هو مساعدته من طرف مسؤوليه على اجتياز امتحان” الباكلوريا ” ، ليتمكن من إيجاد عمل لإعالة أبويه الذين كانا قد تقدما في السن.
و هكذا و نتيجة لتدخلات بعض المسؤولين عن الفريق لدى الجهات المختصة ، سُمِحَ له باجتياز الامتحان .
ساعده الحراس و كذا أطر المؤسسة ، و أُعْلِن عن نجاحه.
كانت فرحته كبيرة ، خاصة و أنه لم يُهَيء لهذا الامتحان بل لقد كان مقتنعا بضعف مستواه ، و أن نجاحه لم يكن مستحقا.
و أثناء استعداده و تحضيره للانتساب لإحدى الكليات ، علم من خلال تلاسنه مع أحد أبناء الحي ، انه ” لقيط “.
لم يحتمل ما نُعِتَ به ، لكنه امتص غضبه ، و التحق سريعا بمنزله العائلي و استفسر أمه و أباه، فأكدوا له صدق ما سمعه و ما كان يروج بالحي همسا بين النساء ، اعتقادا منهما أنه آن الأوان ليعرف الحقيقة .
انقلبت حياة ” مصطفى الطائر ” منذ تلك اللحظة رأسا على عقب .
انزوى بعيدا عن الناس و أصبح يعيش وحيدا ، يظل طيلة الوقت تائها و هائما و لا يعود لمنزل العائلة أحيانا إلا بعد مرور عدة أيام.
حاول أبواه مساعدته على الخروج من حالته الصعبة ، إلا أنهما فشلا.
أصبح مع مرور الوقت عنيفا و يكره كل الناس و ملأ صدره الحقد و تصور أن الجميع ينتقص من قيمته و يحتقره لأنه ” لقيط ” و ابن الخطيئة .
و اقتنع نتيجة ذلك بأن عليه أن يذيق الجميع كل أصناف العذاب جزاء شماتتهم فيه.
و قرر تبعا لذلك الانتساب إلى سلك الشرطة ، فكان ظالما ، معتديا و مستبدا.
يتبع…